الرجال يُثبتون جدارتهم في الميادين .. افتتاح المتحف المصري الكبير… لحظة تُعيد تعريف الحضارة
قبل 2 دقيقة
في مساء هذا اليوم، وقفت مصر أمام العالم، لا لتستعرض تاريخها فحسب، بل لتُعلن أن الحضارة لا تُحفَظ في الكتب فقط، بل تُبنى بالحجر، وتُروى بالدم، وتُخلَّد في المتاحف.
المتحف المصري الكبير، الذي يُفتتح اليوم رسميًا في الجيزة، هو أكبر متحف مكرّس لحضارة واحدة في العالم، ويضم كنوزًا لا تُقدّر بثمن، من بينها المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي توت عنخ آمون.
هذا الحدث ليس مصريًا فحسب، بل عربيًا وإنسانيًا أيضًا، لأنه يُعيد الاعتبار للهوية، ويُثبت أن الأمم التي تحترم ماضيها تصنع مستقبلها بثقة.
وكمواطن يمني، لا يسعني إلا أن أستحضر حضارة بلادي التي كانت ذات يوم منارةً في جنوب الجزيرة، كما كانت مصر في شمالها.
حضارات سبأ وحمير وقتبان، التي تركت لنا سد مأرب ونقوش المسند ومعابد أوام، لا تقل عظمة عن أهرامات الجيزة أو معابد الكرنك.
كلا الحضارتين تشتركان في عبقرية الإنسان العربي، الذي روّض الصحراء، وبنى، وزرع، وكتب، وعبد، واحتفل بالحياة والموت.
في مصر كان النيل، وفي اليمن كانت السدود.
في مصر كانت الهيروغليفية، وفي اليمن كان الخط المسندي.
في مصر كانت الأهرامات، وفي اليمن كانت قصور غمدان.
لكن الفرق اليوم أن مصر تُعيد تقديم حضارتها للعالم، بينما اليمن تُصارع لتبقى.
وهذا ما يجعلني أقول: الرجال يُثبتون جدارتهم في الميادين، لا في الشعارات.
تحيا مصر… وتحيا اليمن… وتحيا كل أرضٍ تُنجب رجالًا يعرفون كيف يُخلّدون أوطانهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news