الدكتورة وفاء المخلافي.. ضحية جديدة لانفلات أمن ميليشيا الحوثي
قبل 22 دقيقة
تحولت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي منذ سنوات، إلى غابةٍ من الوحوش البشرية التي لا تَتَرَوَّعُ عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المواطنين العزل، حتى النساء اللواتي كنَّ يومًا آخر خطوط الأمان في مجتمعٍ عُرف بالمروءة والنخوة.
في ظل الانفلات الأمني المتفاقم، تتوسع يومًا بعد يوم دائرة الفوضى والعبث والإجرام التي ترعاها وتغذيها الميليشيا، لتشمل كل مجالات الحياة: من مؤسسات الدولة المنهوبة، إلى الأسواق والشوارع التي صارت ساحاتٍ مفتوحة للاعتداء والاختطاف والقتل والنهب دون رادع أو قانون.
تمارس الميليشيا والعصابات المرتبطة بها جرائم القتل والاختطاف والتعذيب والاعتقال والسطو المسلح يوميًا ضد نساءٍ وأطفال وموظفين وإعلاميين وسياسيين وتجاراً ومواطنين عاديين، بلا تمييز بين رجلٍ أو امرأة، مدنيًّا أو أكاديميًّا. فلا يمرُّ يومٌ إلا تسجّل فيه العاصمة المخطوفة صنعاء جريمةً جديدة تضاف إلى سجلٍ أسود يزداد قتامةً في ظل غياب تام للقانون والعدالة.
إلى جانب العنف والقمع والترهيب، تنتهج الميليشيا سياسةَ التجويع الممنهج بحق السكان، عبر قطع رواتب الموظفين سنواتٍ متتالية، وفرض الإتاوات على التجار والمصارف والشركات، ومصادرة أموال المعارضين. هذه السياسة القاسية فاقمت معاناة المواطنين وأشعلت موجةً من الجرائم والانفلات الأمني بعدما دفعت الآلاف إلى الجوع واليأس.
جريمة مقتل الدكتورة وفاء المخلافي، يوم الجمعة الماضية، تكشف عمق الانحدار الأمني والإنساني الذي بلَغته هذه الميليشيا التي لا تعرف حرمة للدماء ولا قداسة للمرأة. قُتِلت الدكتورة المخلافي بطريقةٍ وحشيةٍ هزّت الرأي العام، لتكون واحدةً من عشرات النساء اللاتي سقطن ضحايا الانفلات الأمني في العاصمة. حادثةُ وفاء ليست استثناءً، بل صورةٌ مصغَّرة لمشهد الرعب اليومي الذي تعيشه المرأة اليمنية في مناطق سيطرة الميليشيا.
اليوم تغرق شوارع وأزقّة صنعاء في بحرٍ من الدماء، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ داخلي يكرّس واقع الرعب والاضطهاد، ما جعل المرأةَ اليمنية، التي كانت شريكًا في النضال والبناء، ضحيةً مباشرةً لهذه العصابات، ومجرّد رقمٍ جديد في سجلِّ الجرائم المتواصلة.
جريمةُ مقتل الدكتورة وفاء المخلافي هي جرس إنذارٍ جديد للعالم بأن المأساة في صنعاء لم تعد تحتمل الصمت. والسؤال المرير يبقى: كم من وفاءٍ أخرى يجب أن تُقتل قبل أن يتحرك الضمير الإنساني؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news