أثارت جريمة مقتل الطبيبة وفاء صدام حامد الباشا، يوم الجمعة، صدمة وغضباً واسعَين في الأوساط الطبية والمجتمعية بالعاصمة صنعاء، وسط مطالبات بمحاسبة الجناة وتشديد الإجراءات الأمنية للحد من الجرائم المتكررة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وأعلنت شرطة العاصمة صنعاء، مساء الجمعة، إلقاء القبض على المتهمين بقتل الطبيبة وفاء الباشا (35 عاماً) في مديرية الثورة، مؤكدة أن تفاصيل القضية ستُنشر عبر الإعلام الأمني فور استكمال الإجراءات الأولية.
وقالت مصادر محلية إن الطبيبة الراحلة، وهي خريجة حديثة من كلية الطب، قُتلت بعد أن اعترضت عصابة مسلحة طريقها عقب خروجها من أحد محال الصرافة في منطقة الحصبة شمالي العاصمة. وأضافت المصادر أن العصابة كانت تراقب الضحية منذ لحظة خروجها من المحل، قبل أن تحاول الاستيلاء على المبلغ الذي بحوزتها، لكنها رفضت تسليمه وحاولت المقاومة، فقام الجناة بإطلاق النار عليها، ما أدى إلى وفاتها في الحال.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من المارة لاحقوا الجناة عقب الحادثة، وتمكنوا من القبض على أحدهم وتسليمه للجهات الأمنية، فيما أعلنت شرطة صنعاء في وقت لاحق ضبط جميع المتهمين في الجريمة.
وقال المحامي وضاح قطيش إنه يمتلك تفاصيل شبه كاملة عن واقعة قتل الطبيبة وفاء الباشا، لكنه يتحفظ عن نشرها حتى صدور بيان رسمي من الإعلام الأمني. وأضاف أن جميع المتهمين في الواقعة تم ضبطهم، وهناك شهود رؤية وفيديوهات لكاميرات مراقبة توثق تحركات الجناة.
وأوضح قطيش أنه تم تحريز أداة الجريمة وضبط الهواتف الخاصة بالجناة والمجني عليها، مؤكداً أن ما تم تداوله عن استلام الطبيبة مبلغ عشرة آلاف دولار “غير صحيح”، مرجحاً أن تكون تلك المعلومات جزءاً من محاولات التضليل على العدالة.
وأشار إلى أنه تم التحفظ على أحد أقارب المجني عليها احترازياً، وسيتم الإفراج عنه قريباً بعد التأكد من عدم علاقته بالجريمة.
وقال الإعلامي يحيى العابد إن مقتل الطبيبة وفاء الباشا بعد خروجها من محل صرافة “يعكس حالة الانفلات الأمني وتصاعد جرائم الميليشيا ضد المدنيين في صنعاء”. وأضاف أن حادثة اختطاف طفل من أمام والدته في نقم، بالتزامن مع الجريمة، تكشف خطورة الوضع الأمني المتدهور في مناطق سيطرة الحوثيين.
من جهته، قال الصحفي باسم غراب إن اغتيال الدكتورة وفاء “جريمة مدانة لا يمكن تبريرها”، مضيفاً أن “تفشي حمل السلاح والفوضى الأمنية يفتحان الباب أمام المجرمين لتنفيذ جرائمهم بسهولة”. ودعا إلى معالجة سريعة للفوضى الأمنية وإنهاء انتشار السلاح في المدن.
أما الناشط هزاع البيل، فقال إن تكرار الجرائم في صنعاء ومناطق أخرى “نتاج مباشر لغياب الدولة وسيطرة الميليشيا”. وأضاف أن “اليمنيين يعيشون اليوم أوجاعاً يومية، وجرائم تهز الضمير الإنساني، نتيجة الفوضى التي عمّتها المليشيا منذ استيلائها على السلطة”.
وقال الناشط حازم القرشي إن اغتيال الدكتورة وفاء صدام الباشا في صنعاء “جريمة بشعة ارتكبها مجرمون اعترضوا طريقها بسيارتها بعد خروجها من محل صرافة في الحصبة، في محاولة لنهب المبلغ الذي كانت تحمله”. وأضاف أن “هذه الحادثة المؤلمة تفضح تدهور الوضع الأمني في صنعاء، وتؤكد أن حياة المدنيين باتت مهددة في ظل غياب الدولة والقانون”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news