لم يكد يبدأ العام الجاري حتى اختفى معظم قادة الحوثيين عن الأنظار، خاصة القادة من العائلة الحوثية، وكبار القادة العسكريين والمهمين داخل بنية الجماعة.
تشير تواريخ الاختفاء التي رصدها "المصدر أونلاين" في هذا التقرير إلى أن القيادات الكبيرة الثقيلة في بنية الجماعة اختفت أولا مثل أحمد حامد الذي يشغل العديد من المناصب الهامة وله صلاحيات واسعة وكان يعرف بـ"رئيس الرئيس".
من المختفين باكرا جلال الرويشان، ووزير الدفاع محمد العاطفي الذي لم يظهر علناً إلا في أغسطس من السنة الماضية.
تشير تحركات القادة البارزين في جماعة الحوثي إلى استراتيجية جديدة لإعادتهم إلى الخفاء، بعد أن كانوا يظهرون علنا طوال السنوات الماضية، حتى قبل الهدنة مع التحالف العربي.
وبالتوازي مع إعادتهم للخفاء تم الدفع بآخرين من الصفوف التالية أو الشخصيات الأقل وزناً وحضوراً في البنية الحقيقية للجماعة للظهور وتعطيل المؤسسات، مثل "المجلس السياسي الأعلى".
تواريخ الاختفاء المتلاحقة تشير إلى عدم تنسيق كبير بين هؤلاء القادة في الاختفاء، وسريان حالة من عدم الثقة.
ورغم أن البيانات تعتمد على ما يبثه الإعلام الحوثي فإن ضربة كبيرة تعرض لها في مصداقيته، حيث كان ينشر تتضمن تصريحات منسوبة لمحمد الغماري إلى ما قبل يومين من إعلان خبر مقتله.
ومن خلال التتبع الذي قام به "المصدر أونلاين" لتحركات قيادة جماعة الحوثي فقد بدا أن اختفاء قياداتها وعدم ظهورهم في الأنشطة والزيارات الميدانية حتى بعد الهدنة الحالية في قطاع غزة، ووقف الحوثيين لهجماتهم الصاروخية والبحرية وبالطيران المسير تجاه دولة الاحتلال وسفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر.
وكان الاحتلال الإسرائيلي بدأ باستهداف العناصر البشرية الحوثية منتصف يونيو الماضي؛ بغارات أدت لمقتل رئيس حكومة الحوثي أحمد الرهوي ونصف أعضاء حكومته، ورئيس أركان الحوثيين محمد الغماري، في 28 أغسطس الماضي.
خلاصة عملية التتبع لعدد من أبرز القيادات في الجماعة، والذين يتسنمون مناصب عليا في السلطة التابعة للجماعة، والتي اعتمدت على المصادر المفتوحة توصلت إلى التالي:
أحمد حامد:
في تاريخ 7 فبراير 2025 كان آخر ظهور معلن عنه بوسائل الإعلام الحوثية لأحمد حامد الذي يشغل منصب (مدير مكتب رئاسة الجمهورية) ومناصب عدة أخرى، في محافظة صعدة.
حساباته في منصة إكس ما زالت تعمل، لكنها تكتفي فقط بنشر مقتطفات من كلمات الحوثي الأسبوعية وفعاليات الجمعة، وتصريحات متحدثهم العسكري. ومؤخراً غاب عن جنازة الغماري.
عبدالكريم بدر الدين الحوثي:
منذ مطلع 2025 نشر إعلام الحوثي أخبارا بأصابع اليد لعبدالكريم الحوثي عم زعيم الجماعة ويشغل منصب (وزير الداخلية)، قلة من هذه الأخبار أرفقت بصور الفعالية، آخرها في 10 أغسطس الماضي، في مبنى المرور.
خلال الفترة ذاتها تصدر نائبه عبدالمجيد المرتضى إدارة وزارة الداخلية الحوثية ومؤسساتها. وبقي نشاط الوزير على التهاني والتعازي كما ينقلها الإعلام الأمني الحوثي.
أبرز الأنشطة التي نقلها الإعلام الحوثي لعبدالكريم الحوثي خلال الفترة الماضية:
16 فبراير: تفقد سير العمل بمباحث الأموال العامة
22 فبراير: ترأس اجتماع خطة تأمين بمناسبة رمضان
23 فبراير: لقاء مع مديري أمن المحافظات التي يسيطرون عليها وتكريمهم
16 يونيو: ترأس اجتماعًا لجهاز المفتش العام
17 يونيو: رأس اجتماعًا حضره جميع الوكلاء بالوزارة
16 يوليو: ترأس اجتماعًا لكبار القادة لمواجهة الحرب الناعمة
10 أغسطس: يتفقد مبنى الإصدار المروري الموحد، أحد أهم المؤسسات الإيرادية.
وغاب عن جنازة الغماري.
مهدي المشاط (رئيس المجلس السياسي الأعلى):
تراجعت وتيرة ظهور مهدي المشاط في أماكن عامة ومعروفة أو حتى في اجتماعات رسمية، ولجأ بدلاً عن الحضور إلى إرسال كلمات مصورة مسجلة كما في ذكرى 14 أكتوبر الأخيرة، أو نشر تصريحات منسوبة له في وكالة سبأ الحوثية، مثل نعيه مقتل محمد عبدالكريم الغماري رئيس أركان الحوثيين.
كان آخر ظهور للمشاط ميدانيا في 28 مايو الماضي عقب غارات للاحتلال دمرت ما بقي من مطار صنعاء وطائراته، ومرافقه.
لجأ إلى اعتماد التسجيلات المصورة لأخبار الاجتماعات والكلمات الرسمية. وغاب عن جنازة محمد عبدالكريم الغماري.
في فترة الغياب لوحظ أنه مستمر في زراعة الشعر والعناية بمظهره.
26 يناير 2025: كرّم أسرة حسين بدر الدين الحوثي
13 أبريل 2025: زار الدورة الصيفية بمركز الأسطى
15 أبريل 2025: زار ثانوية جمال عبدالناصر للمتفوقين
21 أبريل2025: له اجتماع مصور مع قادة عسكريين حوثيين
23 أبريل 2025: زار وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار
28 مايو: زار مطار صنعاء المدمر
4 مايو 2025: رأس اجتماعًا مهمًا لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان
30 أغسطس: نشرت له وكالة سبأ صورة مع محمد مفتاح وكلفه بأعمال رئيس الحكومة.
علي حسين الحوثي:
وكيل وزارة الداخلية رئيس جهاز استخبارات الشرطة ومكافحة الإرهاب:
متهم من الأوساط الحوثية بأنه مسؤول عن حملات الخطف في السنتين الأخيرتين، وينافس جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، والتقى مع رئيسه الخيواني بعد تهديد المشاط في أبريل الماضي بأن من يواجه الحوثي يهوديا.
متهم في الآونة الأخيرة بأنه عين أتباعا له في شركات الأمن والحراسة الخاصة للإشراف على تلك الشركات، بمرتبات تفوق أربعة أضعاف العاملين فيها، وينافس فيها أتباع جهاز الأمن والمخابرات.
من أبرز أنشطته في إعلام الحوثيين:
16 أبريل: حضر اجتماعًا لوزارة الداخلية وأعلن استعداده للتصدي لأي مساس بالجبهة الداخلية.
30 يوليو: حضر اجتماعًا رأسه نائب وزير الداخلية
31 يوليو: كرّم مدير أمن الجوف
3 أغسطس: التقى وزير الخارجية الحوثية جمال عامر بشأن الصحيفة الجنائية للمغتربين والبطاقة الشخصية الجديدة في عدن.
غاب عن جنازة الغماري
الفريق جلال الرويشان:
اختفى جلال الرويشان وقلت تحركاته منذ مطلع العام الجاري، ولم ترصد له تحركات كثيرة معلنة سوى المشاركة العلنية قبيل ثلاثة أيام فقط من نجاح الاحتلال في اغتيال حكومة أحمد الرهوي.
يعمل جلال الرويشان المنحدر من قبيلة خولان، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، يعتقد على نطاق واسع بأنه كان على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة أثناء فترة عمله بجهاز الأمن القومي قبل سقوط الجمهورية وصنعاء بيد الحوثي.
نشر له الإعلام الأمني الحوثي ووكالة سبأ خبر حضور فعاليات في 4 يناير الماضي، وفي 17 فبراير شارك في إحياء فعالية ذكرى مقتل طه المداني، وظهر في 25 أغسطس الماضي يتفقد العمل الأمني في أحياء حدة والسبعين والغربية، حيث قتلت الحكومة الحوثية بغارة للاحتلال في حي حدة 28 أغسطس. وغاب عن جنازة الغماري.
محمد علي الحوثي:
عضو المجلس السياسي الأعلى
استمر في الظهور على حسابه بتويتر أكثر من غيره، وله تعليقات متعددة، وأكثر من غيره في الظهور على منصات التواصل الاجتماعي.
قلت تحركاته كغيره من القادة الكبار ابتداءً من فبراير.
آخر ظهوره الميداني كان في صعدة في يناير الماضي.
أجرى ثلاث مقابلات في يناير مع قناة الميادين قبيل الهدنة في غزة، ومقابلة مع قناة المسيرة 18 مايو، وأخرى مع ذات القناة في 7 أكتوبر.
كان نشاطه الرئيس في البنية الاجتماعية، والقبيلة، وكان له علاقات مستمرة مع القبائل من بوابة إنهاء الثارات.
غاب عن جنازة الغماري
أبرز أنشطته المعلنة:
13 يناير مقابلة مع قناة الميادين
14 يناير: مشاركة في مسيرة جمعة بمحافظة صعدة
20 يناير: مشاركة بكلمة بمناسبة تدشين الحوثي لتقسيم الموظفين إلى فئات طبقية ثلاث
27 يناير: زيارة قبر حسين الحوثي
1 فبراير: زيارة قبائل منبه وجماعة بمحافظة صعدة
5 فبراير: حضر فعالية في ذكرى مقتل صالح الصماد بمحافظة صعدة
25 فبراير: حضر حفل تخرج دفعات عسكرية حوثية
18 مايو: مقابلة مع قناة المسيرة
7 أكتوبر: مقابلة مع قناة المسيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news