سما نيوز /,عدن /خاص
عقد مجلس القيادة الرئاسي اليمني أربعة اجتماعات متتالية خلال الأيام الماضية في العاصمة السعودية الرياض، في ظل أزمات متفاقمة تضرب هيكل السلطة وتكشف عن خلافات عميقة بين الأعضاء. وقد شهد الاجتماع الأخير اليوم غيابًا لافتًا لـ عضو مجلس القيادة عيدروس الزُبيدي (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس).
غياب الزُبيدي وتصاعد الخلافات
اعتبر مراقبون غياب عضو مجلس القيادة الزُبيدي تعبيرًا سياسيًا عن استيائه من تهميش الجنوب في القرارات المصيرية داخل المجلس، واستمرار التفرد بالسلطة من قبل رئيس المجلس رشاد العليمي.
تفاقم الأزمات: تأتي هذه الاجتماعات وسط أزمات مالية وسياسية خانقة، أبرزها:
توقف الميزانية التشغيلية لمجلس القيادة الرئاسي من السعودية.
استمرار رفض بعض الأطراف، وفي مقدمتها محافظة مأرب، توريد الموارد السيادية للبنك المركزي.
القضية الجنوبية: يُشار إلى أن الزُبيدي كان قد أكد في مناسبات سابقة ضرورة أن يكون للجنوب إطار تفاوضي مستقل في أي خارطة طريق، وهو ما يتعارض مع النهج الذي تتبناه بعض الأطراف داخل الشرعية، والتي تسعى لتجاوز القضية الجنوبية عبر تمثيل شكلي وغير فعّال في المفاوضات الجارية.
حراك مسقط: يتزامن هذا الغياب مع حراك سياسي في مسقط تدور تفاصيله خلف الكواليس، وسط صمت رسمي من المجلس الرئاسي وتأخر واضح في تشكيل الفريق التفاوضي، ما يعزز الشكوك بأن مسار التفاهمات لا يسير في مصلحة الجنوب.
مساعٍ للضغط والدفع ببديل عن العليمي
أكدت مصادر خاصة بأن التوافقات تجري للدفع ببديل عن الرئيس رشاد العليمي. ووفقاً لهذه المصادر، فإن المرشح المتوافق عليه هو أحمد علي عفاش، والذي بدأ يظهر في خطاب بمناسبة ذكرى سبتمبر، كما بدأ يمارس دورًا في دعم مشاريع في المحافظات المحررة.
توجهات السعودية والملف الجنوبي: محاصرة الانتقالي وتفتيت النسيج
تتزامن هذه التطورات مع مؤشرات على تغيير في التعاطي السعودي مع الملف الجنوبي، يبدو فيه هدف محاصرة المجلس الانتقالي الجنوبي وتفكيك النسيج الجنوبي:
فصل حضرموت: يبدو أن السعودية تفصل حضرموت عن امتدادها الجنوبي، من خلال تبني مشروع “بن حبريش”، مما يهدف إلى إضعاف التوافق الجنوبي.
تزايد المعارضة: يواجه الانتقالي ضغوطًا متزايدة نتيجة استغلال السعودية للقوى المعارضة الجنوبية ضده.
تفاقم السخط: يواجه الانتقالي شعبًا ساخطًا في الجنوب نتيجة الحصار والفشل في تحقيق الاستقرار المعيشي والأمني ضمن شراكته مع الحكومة، ما يضعف موقفه التفاوضي.
الشارع الجنوبي يتذمر وينذر بالانفجار
تأتي هذه التحركات والاجتماعات وسط تذمر واسع داخل الشارع الجنوبي من تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب الرؤية الموحدة، وانسداد الأفق السياسي، ما ينذر بانفجار قادم إن لم يتم تصحيح المسار وإيجاد حلول جذرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news