كشفت دراسة علمية حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري يتسبب في وفاة شخص واحد كل دقيقة على مستوى العالم، مما يؤكد خطورة التغير المناخي المتسارع وتأثيره المدمر على صحة الإنسان.
وأشارت الدراسة التحليلية التي نشرت في مجلة “لانسيت” الطبية المرموقة إلى أن الضرر الصحي سيزداد سوءاً في ظل استمرار بعض القادة في تمزيق سياسات المناخ، واستغلال شركات النفط لاحتياطيات جديدة من الوقود الأحفوري.
إدمان الوقود الأحفوري
أكدت الدراسة التي أعدت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبمشاركة 128 خبيراً من أكثر من 70 مؤسسة أكاديمية ووكالات أممية، أن إدمان العالم على الوقود الأحفوري يتسبب أيضاً في تلوث الهواء السام وحرائق الغابات وانتشار أمراض مثل حمى الضنك.
ووجد الباحثون أن الحكومات وزعت 2.5 مليار دولار يومياً كإعانات مباشرة لشركات الوقود الأحفوري خلال عام 2023، بينما خسر الناس نفس المبلغ تقريباً بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي منعتهم من العمل في المزارع ومواقع البناء.
أرقام مفزعة
ارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي، ليصل إلى متوسط 546 ألف حالة وفاة سنوياً بين عامي 2012 و2021.
ويقول البروفيسور أولي جاي من جامعة سيدني بأستراليا: “هذا يعني تقريباً حالة وفاة واحدة مرتبطة بالحرارة كل دقيقة على مدار العام، إنه رقم مُفزع حقاً، والأعداد في ازدياد مستمر”.
وأضاف جاي أن الإجهاد الحراري يمكن أن يؤثر على الجميع ويمكن أن يكون مميتاً، مشيراً إلى أن كل حالة وفاة مرتبطة بالحرارة يمكن الوقاية منها في النهاية.
وتعرض الشخص العادي خلال السنوات الأربع الماضية لـ19 يوماً سنوياً من الحر الشديد الذي يهدد حياته، ولم تكن 16 يوماً منها لتحدث لولا ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن أنشطة الإنسان.
خسائر اقتصادية وأمن غذائي
أدى التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة إلى خسارة قياسية بلغت 639 مليار ساعة عمل بحلول عام 2024، مما تسبب في خسائر قدرها 6% من الناتج المحلي الإجمالي في أقل الدول نمواً.
كما عانى 123 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي في عام 2023 مقارنة بالمتوسط السنوي بين عامي 1981 و2010، بسبب الأضرار التي تلحقها موجات الجفاف والحر بالمحاصيل والثروة الحيوانية.
وعلى الرغم من هذا الضرر الناجم عن حرق الغاز والنفط والفحم، قدمت حكومات العالم 956 مليار دولار من الدعم المباشر للوقود الأحفوري في عام 2023، الذي كان العام الأكثر سخونة في العالم على الإطلاق حتى ذلك الوقت.
المصدر: غارديان
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news