طالب رئيس الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين، أحمد سيف الرمال، بسرعة تشكيل الهيئة الوطنية لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، تنفيذًا لوعود رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، معتبرًا تشكيل هذه الهيئة خطوة مهمة نحو تنظيم جهود معالجة الملف وتحسين أوضاع هذه الفئة.
وقال الرمال في تصريح مصوّر لـ“بران برس”: “نعوّل كثيرًا على الهيئة الوطنية لتكون الجهة المسؤولة عن رعاية الجرحى وأسر الشهداء بشكل مؤسسي ومنظم.”
الرواتب.. معاناة مستمرة
كشف رئيس الرابطة عن معاناة الجرحى والمعاقين جراء تأخر صرف مرتباتهم منذ أشهر، موضحًا أن آخر راتب تم صرفه يعود إلى شهر يونيو الماضي.
وأضاف: “نحن مقبلون على شهر نوفمبر ولم يُصرف إلا راتب شهر يونيو قبل نحو شهر ونصف، والجرحى وعائلاتهم يعانون معاناة كبيرة، كون هذه الرواتب هي مصدر دخلهم الوحيد.”
وانتقد الرمال، الفارق الكبير في الرواتب بين منتسبي التشكيلات العسكرية الوطنية، معتبرًا هذا ظلمًا واضحًا. وقال إن “بعض التشكيلات العسكرية تتسلم مرتباتها بالريال السعودي، بينما لا يتجاوز راتب الجريح أو المعاق 150 ريالًا سعوديًا، وهذا غير مقبول.”
معاناة متعددة ومتداخلة
تحدث الرمال عن تحديات كبيرة في ملف علاج الجرحى، بسبب تشتيت الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة وصناديق الجرحى في المناطق العسكرية المختلفة، مؤكدًا أن هذا التداخل أدى إلى تعثر علاج كثير من الحالات الحرجة.
وقال: “اللجنة الطبية تُقر علاج الحالات، لكن الإجراءات الطويلة والمراسلات المتعددة تجعل الجريح يموت وهو ينتظر السفر”.
وشدد على ضرورة توحيد جهة الإشراف على ملف العلاج، لتتولى مسؤولية توفير العلاج والتسفير والمتابعة دون تعقيد أو تأخير.
وفي هذا السياق، طالب الرمال، بسرعة تسفير الحالات المتأخرة، موضحًا أن “بعضها ينتظر منذ أكثر من عام وجراحه تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.”
مساواة وتأهيل وعدالة
عن مطالب الرابطة والجرحى، أوضح الرمال أنها لا تقتصر على الرواتب والعلاج فحسب، بل تشمل أيضًا تحسين الأوضاع الإدارية والمعيشية للجرحى والمعاقين، ومنحهم الترقيات والتسويات المناسبة لتضحياتهم.
وقال إنه “من غير المنصف أن يظل مقاتل أصيب في المعركة جنديًا مشلولًا دون ترقية أو تقدير لتضحياته.”
كما دعا إلى تأهيل القادرين منهم على العمل وإدماجهم في الوظائف الحكومية والإدارية والقطاع الخاص، مقترحًا تخصيص نسبة 5% من الوظائف العامة والخاصة للمعاقين.
وطالب بأن تلتزم الحكومة والقطاع الخاص باستيعاب المعاقين المؤهلين، فهم قادرون على العطاء رغم إعاقتهم.”
تأمين شامل وتعليم مجاني
أكد الرمال في حديثه على ضرورة توفير التأمين الطبي والغذائي والسكني للجرحى والمعاقين، باعتباره حقًا أساسيًا، إلى جانب إعفائهم من الرسوم الدراسية ومنح أبنائهم مقاعد مجانية في المدارس والجامعات.
وقال إن “هذه حقوق مشروعة، وعلى الدولة أن تضمنها دون تأخير.”
رابطة حقوقية
عن طبيعة عمل الرابطة، أوضح الرمال، أنها إحدى منظمات المجتمع المدني غير الحكومية، وتهدف إلى الدفاع عن حقوق الجرحى والمعاقين من منتسبي الجيش الوطني.
وقال: “الرابطة هي مظلة للمعاقين العسكريين من منتسبي الجيش الوطني، وهدفها الرئيسي هو المطالبة بحقوقهم المشروعة وإنصافهم تقديرًا لتضحياتهم.”
رسائل أخيرة
في ختام تصريحه، وجّه الرمال رسالتين الأولى إلى الجرحى قائلاً: “تضحياتكم لن تذهب هدرًا، وسنواصل متابعة حقوقكم حتى يتحقق العدل والفرج القريب بإذن الله.”
وأما رسالته إلى الحكومة والرئاسة فأكد على ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة التي “لولا تضحياتها لما كانت هناك دولة ولا شرعية”. مطالبًا بـ“صرف المرتبات بانتظام، فالجريح والمعاق وأسر الشهداء لا يملكون مصدر رزق آخر.”
  
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news