يمن إيكو|أخبار:
نشر الباحث السقطري الدكتور أحمد الرميلي، معلومات وصوراً تكشف عن حجم الدمار والعبث الذي لحق بأحد أهم المواقع الأثرية في جزيرة سقطرى، وهو كهف حوق التاريخي، نتيجة ممارسات عبثية من قبل زوار محليين خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى طمس معالم فريدة ونقوش أثرية نادرة.
وأوضح الرميلي، في منشور على حسابه بـ “فيسبوك” رصده موقع “يمن إيكو”، أن الكهف الذي يُعد من أبرز المعالم الطبيعية والتاريخية في الجزيرة، كان يحتوي على نقوش وجمل كتابية بلغات متعددة من بينها العربية الجنوبية القديمة والهندية، تجاوز عددها 48 نقشاً، توثق أسماء زوار قدامى ومعلومات تاريخية ثمينة. إلا أن جزءاً كبيراً منها تعرّض للتخريب والشخبطة والطمس بعد عام 2016.
وأشار إلى أن الكهف كان يضم بصمات لأقدام الإنسان القديم وصواعد وهوابط طبيعية تشكلت على مدى آلاف السنين، بعضها اتخذ أشكالاً فريدة تشبه الحيوانات أو المآذن، غير أن العديد منها تحطم بفعل اللمس أو الكسر المتعمد من قبل الزوار.
وأوضح الباحث أن الفريق الذي زار الكهف مؤخراً وجد جدرانه مغطاة بكتابات حديثة وتشويهات طمست النقوش القديمة، بالإضافة إلى مخلفات بلاستيكية وبقايا زوار تركوها داخل الموقع، ما حوله إلى مشهد وصفه بأنه “مؤلم وصادم وكأنه تعرض لعمل انتقامي”.
وأكد أن الكهف كان يضم نصوصاً نادرة بالخط البراهمي القديم، الذي تُشتق منه اللغة السنسكريتية، وظلت محفوظة في أعماقه لقرون طويلة، قبل أن تمتد إليها أيادي الزوار المعاصرين وتطمس ملامحها.
ودعا الرميلي السلطات المحلية في سقطرى، ممثلة بالمحافظ، ووكيل المحافظة لشؤون السياحة والثقافة، وهيئة الآثار، إلى التحرك العاجل لحماية الكهف وبقية المواقع التاريخية والطبيعية في الأرخبيل، ومحاسبة المتسببين في التخريب الذين تركوا أسماءهم منقوشة داخل الكهف.
ويعد كهف حوق من أبرز المعالم الطبيعية في جزيرة سقطرى، ويتميّز بتكوينه الجيولوجي الفريد وغناه بالنقوش القديمة التي توثّق التواصل التجاري والثقافي بين الجزيرة وحضارات قديمة في جنوب الجزيرة العربية والهند.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news