أثار رئيس الوزراء اليمني السابق الدكتور أحمد عوض بن مبارك اهتمام المتابعين بعد أن غير صورة غلاف صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، في خطوة رمزية فسرها مراقبون بأنها رسالة سياسية غير مباشرة.
التغيير الذي بدا بسيطا في ظاهره، حمل في مضمونه دلالات كثيرة، خاصة مع تصاعد الحديث عن احتمالات لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي أو إجراء تعديلات جوهرية في تركيبة السلطة التنفيذية خلال الفترة المقبلة.
ويرى محللون أن توقيت هذه الخطوة لم يكن صدفة، بل إشارة ناعمة إلى عودة محتملة لبن مبارك إلى الواجهة السياسية، أو على الأقل تذكير بأنه "ما زال حاضرا وممسكا بخيوط اللعبة السياسية".
مصادر سياسية ربطت هذه الإشارة الرمزية بحالة الغموض التي تحيط بالمشهد العام، في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لإجراء إصلاحات واسعة في المجلس والحكومة، ما يجعل أي تحرك أو إيماءة من شخصيات مؤثرة مثل بن مبارك محط اهتمام واسع.
وخلال فترة رئاسته للحكومة، قدّم الدكتور أحمد عوض بن مبارك نموذجا مختلفا في إدارة الدولة، إذ عُرف بمواقفه الحازمة في مكافحة الفساد وسعيه لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة بعيدا عن نفوذ المحاصصة والمصالح الضيقة.
وقد اتخذ خطوات جريئة تمثلت في إحالة ملفات فساد كبرى إلى القضاء، ومطالبته بإجراء تعديلات وزارية واسعة لإصلاح الأداء الحكومي، رغم ما واجهه من ضغوط وعراقيل سياسية.
وفي نهاية مشواره الحكومي، قدّم استقالته بكل شجاعة ومسؤولية، ليترك خلفه سجلا حافلا بالمواقف الوطنية والقرارات الصعبة، مثبتا أن القيادة ليست منصبا يُحتفظ به، بل أمانة تُؤدّى بشرف.
ولعل رسالته الأخيرة عبر صورة الغلاف لم تكن سوى تذكيرٍ صامتٍ بأنه ما زال حاضرا في وجدان الدولة ومشروعها الوطني، وأن صفحة بن مبارك لم تُغلق بعد.
ففي السياسة، كما يقال: "الصورة أحيانا تتكلم بصوت أعلى من البيان الرسمي."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news