التشهير ليس إنجازًا.. ومن يشوّه سمعة شبوة لا يمثلها
الصحفي: صالح حقروص
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن من مؤسسات الأمن أن تكون حصنًا لحماية القيم وصون الكرامة، خرج علينا "مركز الإعلام الأمني بشبوة" بخبرٍ لا يمكن وصفه إلا بأنه زلّة مهنية وأخلاقية فادحة، أساءت إلى المحافظة أكثر مما خدمت العدالة.
أن يتم نشر تفاصيل قضية أخلاقية بهذا الشكل العلني، وبذكر صفات المتهم وموقعه الاجتماعي، بل والتفاخر بذلك على أنه “إنجاز أمني”، فذلك ليس من الشفافية في شيء، بل هو تشهيرٌ وتلطيخٌ لسمعة محافظة بأكملها.
أي إنجاز يتحدثون عنه حين تُنشر قصة تمس سمعة أسرة، ومؤسسة دينية، ومجتمع بأكمله؟
وأي مهنية تلك التي تتيح نشر مثل هذه التفاصيل الحساسة في وسائل الإعلام الرسمية دون أي اعتبار للعواقب الاجتماعية؟
ما حدث يعكس فشلًا إداريًا وإعلاميًا خطيرًا في إدارة العمل الأمني بشبوة، بل ويكشف عن غياب للوعي بأبسط قواعد النشر المهني التي تحترم الخصوصية وتراعي المصلحة العامة. فبدلًا من حماية المجتمع من الانحراف، جرى تعريضه لموجة من التشويه والتجريح.
إن من أبسط القيم التي يجب أن يتحلى بها القائمون على الأمن هي قيمة الستر؛ فالمجتمعات تُبنى على الستر لا على الفضيحة، وعلى الإصلاح لا على التشهير. وقد قال النبي ﷺ: «ومن ستر الناس ستره الله يوم القيامة». فكيف يُغفل هذا المبدأ العظيم في مؤسسات يُفترض أن تكون قدوة في حفظ الأعراض وصون الكرامة؟
كان الأحرى بمدير شرطة الآداب ومدير شرطة المحافظة أن يتحملوا مسؤوليتهم المهنية، ويمنعوا نشر مثل هذا البيان الذي لا يخدم إلا من يسعى لتصفية حسابات أو إثارة ضجيج إعلامي على حساب سمعة المحافظة وأهلها.
فالإدارة التي ترى في التشهير إنجازًا، وتعتبر الفضيحة انتصارًا، لا تفهم معنى الأمن، ولا تدرك معنى الشرف المهني.
نحن لا ندافع عن الخطأ، لكننا نرفض أن تُستخدم أخطاء الأفراد لتشويه مجتمع بأكمله.
من يريد خدمة شبوة فليصن سمعتها، لا أن يشوّهها باسم “الإنجاز الأمني”.
أبناء شبوة يرفضون هذا النهج الذي يمس هويتهم وسمعتهم، ويجب مراجعة شاملة لسياسات النشر الأمني التي حولت العمل الشرطي إلى مادة إعلامية تضر أكثر مما تنفع.
إن سمعة شبوة خط أحمر، ومن يمسها لا يمثلها ولا يخدم الأمن، بل يعبث به.
الصحفي صالح حقروص
24 أكتوبر 2025م
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news