إذا كنت ذا رأيٍ!

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 45 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إذا كنت ذا رأيٍ!

أبو مسلم الخراساني من الشخصيات المهمة في التاريخ الاسلامي ، والتي نقشت حضورها في هذا التاريخ على نحو لا يختلف حوله إثنان على أنه نقش مزدوج : بوجهين .

وجه القائد الدعوي والعسكري الموالي المخلص للعباسيين ، وأحد قادة دعوتهم التي انبثقت من خراسان للإطاحة بالدولة الأموية ؛ ووجه آخر وهو السياسي الخطير الذي بات يتمتع بنفوذ واسع ، وأخذ يؤرق الخليفة أبو جعفر المنصور حيث راح ينظر إليه كمتربص بالحكم .

نقشٌ ، أخذ مع الزمن ، يجسد ذلك النموذج الكلاسيكي ، الذي تكرر في أكثر من تجربة تاريخية ، للعلاقة الملتبسة ، والمتقلبة ، بين الحاكم والقائد العسكري الطموح . أي النموذج الذي يتحول فيه الموالي المخلص للحاكم إلى كابوس متهم بالخيانة .

عندما تعاظم نفوذ أبي مسلم ، ومن ورائه خراسان التي انتصرت للعباسيين ذات يوم ، رأى المنصور الخطر ببصيرته عملًا بقول زرادشت " العظمة ليست في أن ترى وإنما في أن تُبصر ، وفي أن من عرف ضعفه امتلك قوته" . وقرر أن يتخلص من الخطر مبكرًا ، خاصة بعد ما تبين له أن الغلالة التي ظلت تحجب الخيوط العنصرية ضد العرب في نسيج الدعوة العباسية على ذلك النحو الذي تكرر كارهاص للدعوة ذاتها . فاستدعى أبا مسلم الى البلاط بخدعة ، أدرك معها الجميع النهاية التي كان قد بيتها له .

حينها ، وصل على وجه السرعة إلى يد المنصور بيت من الشعر نُسب الى الشاعر عيسى بن علي يقول فيها :

" إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا تعقُّلٍ / فإن فساد الرأي أن تتعجلا " .

ويقال أن البيت كان قد أوحت به للشاعر أم أبي مسلم الخراساني ، وكانت زاردتشية المنشأ والمعرفة في شبابها ، وظلت تطرز اسلامها بحِكِم زرادتش التي تحفظها ظهرًا عن قلب . وهو ما جعل منها حجة في تفريغ العصبيات من مرجعياتها وتعيد بناءها في قالب معرفي مقبول من الجميع . وكانت الحكمة التي استولدت منها ذلك البيت من الشعر هي قول زرادتش " الناس لا يحبون من يهدم أصنامهم حتى لو كانت أصنامًا من أكاذيب ".

لكن الخليفة المنصور كان حاسماً في رده ، فالحكمة التي لا تقف إلى جانبك وقت الشدة ترجل عنها ، ولكن لا تشطبها ، عدّل فيها لتلائم حاجتك . هذا ما أوحت إليه به بصيرته ، وهو يرى الفرس يتخفون في قميص أبي مسلم وكأنه "حصان طروادة" وقد اعتمر بالجند ليحتلوا المدينة المحصنة . فقال :

" إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ / فإن فساد الرأي أن تترددا ."

ثم أضاف بيتًا آخر ليدعم حجته :

" ولا تمهل الأعداء يومًا بقدرةٍ / وبادرهم ، أن يملكوا مثلها غدا ".

ويظل الجدل مستمرًا بشأن أي البيتين أحق بالانتساب إلى الحكمة ، أم أن لكل مقام مقال ، وأن لكل مصلحة حجة !!

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

حقيقة انشقاق اللواء بن بريك عن المجلس الانتقالي الجنوبي.

الناقد برس | 972 قراءة 

فضيحة فساد بمليارات الريالات في بريد صنعاء.. والموظف المبلّغ يواجه التهديد بالتصفية

حشد نت | 860 قراءة 

سحب الجنسية اليمنية من زعيم الحوثيين ” عبد الملك الحوثي ”

المشهد اليمني | 604 قراءة 

المجلس الرئاسي بكامل أعضائه يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.. والاتفاقيات الأخيرة مع السعودية على الطاولة

المشهد اليمني | 538 قراءة 

صرف مرتبات الموظفين.

كريتر سكاي | 457 قراءة 

ثلاثة شبان ينهبون هاتف امرأة بعد التقطع لها ويطالبون بـ20 ألف ريال سعودي مقابل عدم نشر صورها

المشهد اليمني | 433 قراءة 

عضو الرئاسي اليمني “المحرمي” يتعهد بوقف انتهاكات الحوثيين والانخراط في سلام جاد

يمن ديلي نيوز | 352 قراءة 

توجيهات عليا بمنع شخصية بارزة من السفر ووضعها تحت الإقامة الجبرية

نيوز لاين | 331 قراءة 

صدور قرار جمهوري بتعيين امين عام لمجلس الوزراء

سبأ نت | 304 قراءة 

مليشيا الحوثي تعترف بمصرع قيادي كبير ينتحل رتبة عميد

المنتصف نت | 297 قراءة