يمن ديلي نيوز:
في رسالة من قائد الحرس الثوري الإيراني محمد باكبور إلى رئيس أركان جماعة الحوثي المعين خلفاً لمحمد الغماري الذي قتل في غارة إسرائيلة سابقة، وصف باكبور تعيين الحوثيين لـ”المداني” بـ “المستحق” واعتبر تعيينه “بشارة لتعزيز جبهة المقاومة في وجه أعداء الأمة الإسلامية”.
ووفق رسالة التهنئة التي نشرها الإعلام الإيراني وتابعها “يمن ديلي نيوز” قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن رئيس أركان الجديد لجماعة الحوثي المصنفة إرهابية، يوسف المداني، من “أبرز قادة المقاومة الإسلامية ومجاهديها المؤثرين في التاريخ اليمني”.
وشدد باكبور في رسالته استعداد الحرس الثوري الإيراني التام لتعزيز الروابط الإيمانية والاستراتيجية مع القوات المسلحة اليمنية في مواجهة الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية.”
حول الترحيب والاطراء الكبيرين الذي حملته رسالة قائد الحرس الثوري الإيراني، وتساؤلات أخرى ناقش “يمن ديلي نيوز” هذه التساؤلات مع المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية الدكتور الدكتور علي الذهب، والدكتور إسلام المسني الباحث في الشأن الإيراني.
عنصر فاعل
البداية مع الدكتور علي الذهب الذي قال إن رسالة قائد الحرس الثوري الإيراني لرئيس أركان الحوثيين “تؤكد أن الحوثيين ما زالوا عنصرًا فاعلًا في محور المقاومة الإيراني، وأن طهران لا تزال تراهن عليهم سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا”.
وأضاف: إيران وحزب الله يدركان أدوار القيادات داخل الهرم الحوثي، ويعملان على دعمها بشكل موجّه، ضمن إستراتيجية واحدة تشمل جميع أذرع المحور”.
لكن الدكتور الذهب في حديثه لـ “يمن ديلي نيوز” اعتبر لغة الاطراء الواردة في الرسالة لشخص يوسف المداني في إطار التحفيز والمجاملة.
وقال: الرسالة “تحفيزية” تندرج ضمن إطار الثناء والإطراء المتبادل بين إيران وحلفائها، على سبيل التشجيع والاحتواء والاستقطاب، وهي في كل الأحوال مجاملات.
وأضاف: المداني والغماري ليسا قادة عسكريين محترفين، بل شباب صنعتهم تمردات محلية وتلقوا تدريبات محدودة، لا ترقى إلى مستوى التخطيط الاستراتيجي”.
وأردف: قيادات الحوثيين تظل أدوات تنفيذية، يقف وراءها مخططون استراتيجيون من الجيش اليمني السابق وخبراء إيرانيون وخبراء من حزب الله وفلسطينيون وعراقيون، يعملون إلى جانب الحوثيين في “معركة واحدة ضمن إطار محور المقاومة”.
وحول سبب صدور الرسالة من قائد الحرس الثوري، لا من وزارة الدفاع أو هيئة الأركان الإيرانية، أوضح الذهب أن ذلك طبيعي، لأن الحرس الثوري هو الجهة المسيطرة على فيلق القدس والمعنية بالكيانات الإقليمية التي تدعمها إيران في المنطقة.
وقال إن الحرس الثوري هو الذي ينسق ويدعم ويموّل ويوجّه عمليات تلك الكيانات، وهو من يقرر متى يمنح الضوء الأخضر أو يرفض تنفيذ أي عملية”.
وشدد على أن الحوثيين لا يتمتعون باستقلالية تامة في قراراتهم، موضحًا بأن عملياتهم العسكرية والسياسية تتم بتنسيق مباشر مع الحرس الثوري الإيراني، وإن كان لديهم هامش حرية أوسع من غيرهم بسبب سيطرتهم على مساحة جغرافية كبيرة وامتلاكهم لموارد الدولة وموقعهم الاستراتيجي على البحر الأحمر”.
صهر المؤسس الذي هيأه لخلافته.. من هو يوسف المداني الذي عينه الحوثيون رئيسًا للأركان؟
بعد معنوي
من جانبه الباحث في الشأن الإيراني الدكتور إسلام المنسي قال إن رسالة قائد الحرس الثوري تحمل بعدًا معنويًا في المقام الأول، إذ تهدف إلى “إعطاء دعم معنوي للميليشيات الحوثية”، التي تمثل بحسب تعبيره “عقيدة الدفاع الأمامي لدى إيران”.
وأضاف المنسي في حديثه لـ “يمن ديلي نيوز”: الحرس الثوري الإيراني يحاول الإيحاء بأن إيران تقف خلف الحوثيين وتساندهم، خصوصًا في وقت تتزايد فيه الاتهامات لطهران بأنها تخوض معاركها بدماء الآخرين”.
وأردف: إطراء قائد الحرس الثوري يأتي في إطار محاولة إيران تعزيز معنويات وكلائها في المنطقة وإظهار دعمها المستمر لهم، مشيرًا إلى أن الرسالة يمكن قراءتها ضمن محاولة إيرانية لتثبيت صورة التحالف العضوي بين طهران والجماعة الحوثية.
وحول ما إذا كانت طهران تؤهل يوسف المداني لخلافة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، قال المنسي من الصعب الجزم بذلك، لكن من المعروف أن هذه التنظيمات، خصوصًا في أوقات المواجهات، تمتلك قوائم من البدلاء تحسبًا لأي طارئ. هذا الأمر معمول به في إيران، وهو جزء من فلسفة إدارة التنظيمات المرتبطة بها”.
وعن دلالة مجيء الرسالة من قائد الحرس الثوري وليس الرئيس الأركان قال المسني إن الحرس الثوري الإيراني هو الجهة المعنية بمتابعة التنظيمات العابرة للحدود، موضحًا أن هذه المؤسسة “هي التي تشرف على إنشاء ودعم وتطوير وقيادة عمليات المليشيات في المنطقة، بما فيها اليمن”.
صهر المؤسس الذي هيأه لخلافته.. من هو يوسف المداني الذي عينه الحوثيون رئيسًا للأركان؟
الخميس 16 أكتوبر / تشرين الأول، أعلنت جماعة الحوثي تعيين يوسف المداني رئيسًا لهيئة الأركان العامة، خلفًا لـ “محمد عبدالكريم الغماري” الذي أقرت الجماعة بمقتله في قصف إسرائيلي على صنعاء.
يعد المداني من أبرز القيادات التابعة لجماعة الحوثي التي تلقت تدريبات في إيران على يد الحرس الثوري الإيراني، عندما أرسله مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي إلى طهران عام 2002 لتلقي تدريبات مكثفة على يد الحرص الثوري.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن المداني لعب دورًا محوريًا في تعزيز التنسيق بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى إشرافه على تدريب عناصر الجماعة في إيران ولبنان، واستقدام خبراء عسكريين لدعم العمليات الحوثية داخل اليمن.
بعد مقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي، اعتبر المداني نفسه الأجدر بخلافته، إلا أن القيادة آلت إلى عبدالملك الحوثي بقرار من والده بدر الدين، ورغم قبوله بالأمر، تشير مصادر إلى أنه يعمل حاليًا على تمكين نجل حسين الحوثي من خلافة عبدالملك مستقبلًا.
مرتبط
الوسوم
يوسف المداني،
اليمن،
الحرس الثوري الإيراني،
جماعة الحوثي،
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news