 
مليشيا الحوثي تدفع بتعزيزات جديدة إلى جنوب الحديدة وسط مؤشرات على تصعيد ميداني وعودة التوتر في جبهة الساحل التهامي
واصلت مليشيا الحوثي الإرهابية خلال الأيام الماضية تحركاتها العسكرية المكثفة، حيث دفعت بتعزيزات جديدة من المقاتلين والآليات إلى مناطق قريبة من خطوط التماس جنوب محافظة الحديدة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها مؤشر واضح على نية المليشيا التصعيد ميدانياً في جبهة الساحل التهامي خلال الفترة المقبلة.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن المليشيا دفعت بعشرات المسلحين من مديريتي زبيد والتحيتا باتجاه مناطق الفازة والجبيلة، ضمن ما يبدو أنه إعادة تموضع وتوزيع لعناصرها في محيط الجبهات الواقعة على امتداد الساحل الغربي.
وأفادت المصادر أن القوة التي وصلت إلى منطقة الفازة يقودها القيادي الحوثي عبدالله العزي، المكنى بـ"أبو القاسم"، والذي كان يشغل في وقت سابق منصب قائد محور الساحل في صفوف الجماعة. أما المجاميع التي تحركت نحو الجبيلة، فتخضع لقيادة القيادي يحيى مهدي الهادي، المعيَّن من قبل المليشيا قائداً لما يسمى بـ"محور الجبيلة".
تحركات تثير المخاوف من عودة المواجهات
تأتي هذه التحركات الحوثية في وقت شهدت فيه جبهة الساحل الغربي هدوءاً نسبياً خلال الأشهر الماضية، بعد تراجع حدة العمليات العسكرية في البحر الأحمر وتوقف التصعيد في قطاع غزة. ويرى مراقبون أن الجماعة تحاول استغلال فترة الهدوء لإعادة تنظيم صفوفها ونقل مقاتلين من جبهات خارجية إلى الداخل اليمني، استعداداً لجولة جديدة من التصعيد في الحديدة.
وأشار محللون عسكريون إلى أن التحركات الأخيرة للمليشيا تحمل دلالات واضحة على رغبتها في خلط الأوراق ميدانياً، لا سيما بعد تعرضها لضربات موجعة في جبهات مأرب وتعز والضالع، مما يدفعها إلى فتح جبهات جديدة لتشتيت الجهود العسكرية للقوات المشتركة والتحالف.
انتهاك واضح لاتفاق ستوكهولم
وأكدت المصادر أن هذه التحركات تمثل خرقاً فاضحاً لاتفاق ستوكهولم الموقع في ديسمبر 2018، والذي ينص على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة وسحب القوات من المدينة وموانئها. إلا أن مليشيا الحوثي، بحسب المصادر، واصلت استغلال الاتفاق كغطاء لتعزيز قواتها وحفر الأنفاق ونقل الأسلحة الثقيلة نحو خطوط التماس.
كما حذّرت تقارير محلية من أن أي تصعيد حوثي جديد في الساحل التهامي سيؤدي إلى تفجير الوضع الإنساني مجدداً في محافظة الحديدة، التي تعاني من أوضاع مأساوية جراء الحرب والحصار والألغام المنتشرة في مزارعها وطرقها الريفية.
تحذيرات من المجتمع الدولي
ويرى مراقبون أن استمرار التعزيزات الحوثية دون أي ردع دولي يعكس ضعف الرقابة الأممية على تنفيذ اتفاق الحديدة، مطالبين الأمم المتحدة وبعثتها في المحافظة (أونمها) باتخاذ موقف حازم تجاه خروقات المليشيا المتكررة، التي تهدد بنسف ما تبقى من الاتفاق الهش.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى الأوضاع في الساحل الغربي قابلة للانفجار في أي لحظة، وسط ترقّب لمآلات التحركات الحوثية وما إذا كانت مقدمة لعملية عسكرية جديدة أو مجرد استعراض قوة لابتزاز المجتمع الدولي سياسياً.
   تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news