إطلالة على نشاط الدبلوماسية المصرية... ودعوة للحوار مع شباب الجامعات
قبل 8 دقيقة
شهدت الدبلوماسية المصرية خلال الأشهر الماضية حراكًا واسعًا ونشاطًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية، رسخ مكانة مصر كفاعل رئيسي في الساحة السياسية العالمية، ومؤكدًا على ثقلها التاريخي والسياسي في دعم قضايا الأمة العربية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
لقد كان لوزارة الخارجية المصرية دور محوري في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني خلال العدوان الأخير، إذ تصدرت مصر الجهود الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، ونجحت في الوصول إلى اتفاق تاريخي بفضل التحركات المكثفة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة العديد من زعماء العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب. هذا الموقف المصري العروبي لم يكن جديدًا، بل امتدادًا لدور ثابت تؤديه مصر منذ عقود بوصفها دولة السلام وصاحبة المبادرات الدبلوماسية الحكيمة.
كما تكللت جهود الخارجية المصرية بإنجازٍ آخر تمثل في فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، ليكون أول عربي يتولى هذا المنصب الرفيع، وهو إنجاز يعكس ما تتمتع به مصر من ثقة دولية واحترام عالمي، وقدرة على إدارة ملفاتها الخارجية برؤية عصرية متزنة. هذا الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل دبلوماسي منظم وتنسيق فعّال بين البعثات المصرية في الخارج ومؤسسات الدولة المختلفة.
وفي ظل هذه النجاحات، تبرز الحاجة الملحّة إلى تعريف الشباب المصري بدور الدبلوماسية الوطنية وما تقوم به من جهود في الدفاع عن مصالح الدولة وتعزيز حضورها على الساحة العالمية. فالعالم اليوم يموج بتغيرات سياسية واقتصادية كبيرة، ما يتطلب وعيًا عميقًا لدى الشباب، الذين يمثلون الطاقة الحقيقية لمستقبل الوطن.
ومن هنا جاءت أهمية لقاء السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، مع طلبة جامعة بني سويف، في ندوة حملت عنوان "حوار المستقبل"، إذ كان اللقاء أكثر من مجرد محاضرة تقليدية، بل جسرًا للتواصل بين الدبلوماسية المصرية وشباب الجامعات. تحدث السفير بخبرة ووضوح عن طبيعة عمل وزارة الخارجية، ودور مصر في حل الأزمات الإقليمية، كما أجاب عن تساؤلات الطلبة بشفافية، مما ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الحاضرين وأشاع روحًا من الفخر الوطني.
لقد أكد اللقاء على أهمية تعزيز الثقافة الدبلوماسية لدى الشباب، وتشجيعهم على متابعة القضايا الدولية بوعي وتحليل، خاصة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه مصادر المعلومة. ففهم السياسة الخارجية ليس أمرًا نخبويًا، بل ضرورة لكل مواطن يسعى إلى الإسهام في مستقبل بلده.
وتُحسب لجامعة بني سويف هذه المبادرة الراقية التي جمعت بين العلم والفكر والحوار، تحت قيادة الأستاذ الدكتور طارق علي رئيس الجامعة، والدكتور نجاح الريس عميد كلية السياسة والاقتصاد، اللذين حرصا على فتح أبواب الجامعة أمام مثل هذه اللقاءات التي تغذي الفكر وتعمق الانتماء الوطني.
كان اللقاء بحق حوارًا ثقافيًا وسياسيًا بامتياز، أظهر مدى وعي الشباب المصري، ومدى ثقة الدولة في جيلٍ يتطلع إلى المستقبل بعين الفهم والمسؤولية. فبينما اطمأن الشباب على مستقبل مصر في علاقاتها الدولية، اطمأنت مصر على وعي شبابها وإدراكهم للدور الذي تلعبه بلادهم في محيطها العربي والعالمي.
تحية تقدير لوزارة الخارجية المصرية على جهودها المتواصلة، وللسفير تميم خلاف على حضوره المتميز، ولجامعة بني سويف على هذا اللقاء المثمر الذي يجسد روح الحوار الثقافي والدبلوماسي بين الدولة وشبابها. فهكذا تُبنى الأوطان... بالعلم، والحوار، والوعي، والانتماء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news