شهدت الجبهات اليمنية مؤخرًا تطورًا عسكريًا وسياسيًا مهمًا تمثل في انشقاق اللواء أحمد الصلاحي، أحد أبرز القادة العسكريين في صفوف مليشيا الحوثي، وانضمامه إلى القوات الحكومية في مأرب برفقة عدد من الضباط والعناصر الذين كانوا تحت قيادته.
ويعتبر انشقاق اللواء أحمد الصلاحي، قائد ما يُعرف بـ«اللواء العاشر “صمّاد”»، من أبرز الأحداث العسكرية التي شهدتها مأرب خلال الأشهر الأخيرة، لما يحمله من دلالات استراتيجية على تماسك الحوثيين وتغير موازين القوى في الشمال الشرقي لليمن.
ويؤكد مراقبون أن انشقاق الصلاحي يعكس تحوّلًا عميقًا في المشهد العسكري والسياسي في اليمن، إذ لا يقتصر تأثيره على الجبهات الميدانية، بل يمتد إلى تصدعات داخلية في صفوف الحوثيين، ويعكس ضعف القدرة على الحفاظ على السيطرة على المناطق الحيوية، لا سيما مأرب التي تشكل آخر معقل كبير للقوات الحكومية في الشمال الشرقي.
من الناحية العسكرية، يشكل انضمام اللواء أحمد الصلاحي إلى القوات الحكومية تعزيزًا كبيرًا للجيش الوطني اليمني، ويزيد من قدرة القوات الموالية للحكومة الشرعية على استعادة المبادرة في مأرب، حيث تعتبر المعارك هناك محور الصراع الرئيسي مع الحوثيين. ويشير مراقبون إلى أن هذا الانشقاق يرفع الروح المعنوية للجيش الوطني والفصائل الموالية، ويتيح فرصًا أكبر لتعزيز التنسيق العسكري ضد الحوثيين، في وقت حاسم تشهد فيه الجبهات ضغطًا متواصلًا من الجيش والتحالف العربي.
سياسيًا، يوضح مراقبون أن انشقاق قائد بحجم اللواء أحمد الصلاحي يبرز هشاشة الجماعة الحوثية وتآكل شرعيتها في المناطق التي يسيطرون عليها، ويضعهم في موقف دفاعي أمام الجيش الوطني والمجتمع الدولي، ويحد من قدرتهم على الحشد الجماهيري والسيطرة على الرأي العام المحلي والدولي. ويشير المحللون إلى أن الانشقاقات المتكررة بين كبار القادة العسكريين الحوثيين تعكس الاستياء الداخلي نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، بالإضافة إلى ممارسات القمع والانتهاكات داخل الجماعة.
ويؤكد مراقبون أن الضغوط العسكرية المتزايدة على الحوثيين من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي تجعل فكرة الانشقاق والانضمام للقوات الحكومية أكثر إغراءً للكوادر العسكرية الحوثية، وهو ما يفسر التحوّل الأخير في صفوف الجماعة. ويعتقد المحللون أن انشقاق اللواء أحمد الصلاحي قد يكون بداية لنقلة نوعية في مسار الحرب اليمنية، إذ قد تتراجع قدرة الحوثيين على السيطرة على مأرب والمناطق الشمالية الشرقية الأخرى، ويضعف ذلك من فاعليتهم في توجيه العمليات العسكرية المستقبلية.
في المجمل، يظل الصراع في اليمن معقدًا ومتداخل الأبعاد العسكرية والسياسية، لكن الأبعاد التي يفرضها انشقاق اللواء أحمد الصلاحي تمثل مؤشرًا واضحًا على تآكل صفوف الحوثيين، وهو ما قد يغير ديناميكيات المعارك ويؤثر على مستقبل الصراع في مأرب وبقية مناطق الشمال الشرقي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news