اليمن الاتحادي/ تقرير خاص:
أكدت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي أقدمت على مصادرة غرفة العمليات الأمنية (UNDSS Radio Room) التابعة لمكتب الأمن والسلامة في الأمم المتحدة، والواقعة داخل مجمع سكن موظفي الأمم المتحدة الأجانب (UNCAF) في شارع حدة بالعاصمة صنعاء.
وتُعد الغرفة المصادرة، والمعروفة أيضاً بـ“غرفة الراديو روم”، المركز الرئيسي للاتصالات الأمنية للأمم المتحدة في اليمن، والمسؤولة عن إدارة الاتصالات وتنسيق الاستجابة للحوادث الأمنية والطوارئ ومتابعة تحركات موظفي المنظمة لضمان سلامتهم في الميدان، إلى جانب تلقي البلاغات وتمرير التعليمات الأمنية للموظفين، وتعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون توقف.
وبحسب المعلومات المتوفرة، داهمت عناصر أمنية تابعة لجماعة الحوثي المجمع الأممي الجمعة الماضية، وقامت بمصادرة أجهزة ومعدات غرفة العمليات الأمنية، كما احتجزت عدداً من الموظفين المحليين والدوليين العاملين في مكاتب الأمم المتحدة.
وشملت قائمة الموظفين اليلمحليين الذين تم احتجازهم ثم الإفراج عنهم:
إبراهيم الرازحي – مسؤول أمن المجمع السكني الأممي.
وليد السياني – نائب مسؤول أمن المجمع.
مازن الحمادي – مسؤول في غرفة الراديو روم.
عبدالجليل القريضي – موظف في غرفة الراديو روم.
موظف في إدارة الأمن والسلامة – لم يُكشف عن هويته.
كما شملت الاعتقالات عدداً من المسؤولين الدوليين، بينهم:
بيتر هوكينز – الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن، بريطاني الجنسية.
ميو نيموتو – نائب الممثل المقيم لليونيسيف، يابانية الجنسية.
أحمد حمادة – رئيس عمليات السلامة والأمن للأمم المتحدة في اليمن، مصري الجنسية.
وفي بيان رسمي صدر عن فريق الأمم المتحدة في اليمن، أعلنت المنظمة أن عناصر الأمن التابعين لجماعة أنصار الله (الحوثيين) غادروا مجمع الأمم المتحدة في صنعاء، وأن جميع الموظفين الأمميين باتوا أحراراً في التنقل داخل المجمع.
وجاء في نص البيان:“جميع موظفي الأمم المتحدة الدوليين الخمسة عشر باتوا الآن أحراراً في التنقل داخل مجمع الأمم المتحدة في صنعاء، وهم على تواصل مع وكالات الأمم المتحدة العاملة فيها ومع أسرهم. وجرى إطلاق سراح الموظفين اليمنيين الخمسة الذين كانوا محتجزين منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول في المجمع نفسه. وقد غادر عناصر الأمن التابعون لأنصار الله مجمّع الأمم المتحدة في صنعاء.”
ولم يوضح البيان مصير الأجهزة والمعدات التي تمت مصادرتها من غرفة العمليات الأمنية، فيما لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي حول الحادثة حتى الآن.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أدان في وقت سابق ما وصفه بـ“الانتهاك الخطير لحرمة مقار الأمم المتحدة في صنعاء”، مؤكداً أن المنظمة “تتابع الوضع عن كثب وتعمل على ضمان أمن وسلامة موظفيها”.
كما دعت الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفيها المحتجزين في مناطق سيطرة الحوثيين، محذّرة من أن استمرار هذه الممارسات يعطل عملياتها الإنسانية ويعرّض حياة العاملين فيها للخطر.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من قرار الأمم المتحدة نقل مكتب المنسق المقيم من صنعاء إلى عدن، بسبب ما وصفته بـ“القيود الأمنية المتزايدة على عمل موظفيها”.
وشهدت الأشهر الماضية سلسلة من المداهمات الحوثية لمكاتب ومنشآت تابعة للمنظمات الأممية والدولية في صنعاء والحديدة، واحتجاز عشرات الموظفين المحليين بتهم وصفتها الأمم المتحدة بأنها “باطلة وغير قانونية”.
من جانب آخر يرى مراقبون أن مصادرة غرفة الاتصالات الأمنية واحتجاز موظفي الأمم المتحدة يعكسان تصعيداً جديداً من قبل جماعة الحوثي ضد المنظمات الدولية، مؤكدين أن ذلك سيؤثر سلباً على قدرة الأمم المتحدة في إدارة برامجها ومتابعة عملياتها الميدانية داخل اليمن.
كما حذّر محللون من أن مثل هذه الإجراءات قد تدفع الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في وجودها داخل صنعاء، ونقل أنشطتها بالكامل إلى مناطق أكثر أمناً لضمان استمرار برامج الإغاثة التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين.
تمثل الحادثة الأخيرة حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات التي طالت المنظمات الأممية في اليمن، وتبرز تحديات البيئة الأمنية الصعبة التي تواجه العمل الإنساني في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
ورغم إعلان الإفراج عن الموظفين وإخلاء المجمع، ما تزال آثار الحادثة قائمة، خصوصاً مع غياب أي ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً، واستمرار غموض مصير المعدات والأنظمة المصادرة من غرفة الاتصالات الأمنية التابعة للأمم المتحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news