من هم أكثر حقارة من الحوثيين؟

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 322 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من هم أكثر حقارة من الحوثيين؟

بشرى العامري:

سؤال مهم، لأن ما تفعله ميليشيات الحوثي من قتلٍ واختطافٍ لليمنيات واليمنيين لم يسبق له مثيل. سلطة غاشمة عنصرية ترفع لواء المذهب برؤية منغلقة، وترى كل من هم خارج دائرتها العنصرية مجرد كائنات غير آدمية.

لقد أصبحت القبضة الأمنية للحوثيين في صنعاء ومناطق نفوذهم أكثر نازيةً من أي سلطة عرفها اليمن بل والمنطقة.

لكن، ومع كل هذا الجور، هناك من هم أشد حقارة منهم، وأقصد هنا المتحوثين؛ أولئك الذين يسيرون في “الطريق الثالث” تحت غطاء الإعلام أو العمل الإنساني، والدبلوماسي ،ويؤدّون مهمتين أساسيتين:

الأولى: الدفاع المستميت عن مسيرة الميليشيات الحوثية بكل وسيلة ممكنة، وبالذات الطريقه الناعمة من رفع الصوت بالمعاناة، او تشويه الطرف الآخر .

الثانية: تشويه كل خصوم الحوثيين وتدمير صورة كل من يعارضهم، وتضخيم اي خطأ لخصوم الحوثي وبالذات الحكومة الشرعية.

تراهم مثلاً صحافيين في وسائل مؤثرة مثل قناة الجزيرة، أو رؤساء تحرير في صحف تصف نفسها بالمستقلة، أو كتّاباً وشعراء من صنعاء أو القاهرة، يتسابقون في الهجوم العنيف على أي إجراء تتخذه السلطات الشرعية ضد أحد المتهمين المنتمين للحوثيين، كما حدث مؤخراً مع توقيف أحد المسافرين عبر مطار عدن.

وفجأة يتحول الخطاب إلى حملة تقول: إن مطار عدن غير آمن!

وكأن الأمن لا يوجد إلا في صنعاء، حيث عشرات الآلاف من اليمنيين مغيّبون في أقبية الخوف!.

يتناسون أن سلطات الحوثي مارست وتمارس أبشع الجرائم، وسلخت عشرات الآلاف من أبناء المناطق الأخرى فقط لأنهم من خارج “شمال الشمال”.

هل نطق هؤلاء بكلمة واحدة عن زملائهم المختطفين في صنعاء؟

هل سمعوا بما حدث لشاعر رقيق مثل أوراس الإرياني؟

هل تحدثوا عن اختطاف موظفي المنظمات الإنسانية هناك؟

صمت هؤلاء “المحايدين” لعشر سنوات وهم يشاهدون قتل الأبرياء من النساء والرجال، يرون الإعلاميين يُسحلون، والأساتذة يُعذَّبون، وأحكام الإعدام تصدر بحق الأبرياء، فلا ينطقون، بل يبررون ويصفقون.

لكن، حين تقوم سلطات عدن بتوقيف شخص واحد تحوم حوله شبهات، تقوم قيامتهم، ويقلبون الدنيا على الشرعية.

هذا الجيش من “الناعمين والناعمات”، المتلوّنين الذين يقبضون من الجميع ويخدمون الميليشيات تحت شعارات براقة، هو في الحقيقة أسوأ من الحوثي نفسه.

إن عبدالملك الحوثي، بكل فاشيته وخطابه الممجوج، منسجم مع ذاته: قاتلٌ متباهٍ بجرائمه، ومن حوله من أبوالحاكم إلى نصر عامر نماذج لفاشيين صغار واضحين.

لكن حين يكون الصحفي أو المثقف أو الشاعر شاهد زور، يصمت عن الجرائم اليومية ضد شعبه، ثم يهاجم من يقاوم الميليشيات، فذلك هو القاع الأخلاقي الذي لا يُحتمل.

نعم، نكره الحوثي، لكننا نحتقر المتحوث أكثر بكثير مما يتخيلون هم انفسهم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: مسلحون يهاجمون المصلّين داخل المسجد

كريتر سكاي | 545 قراءة 

مفاجأة صادمة داخل باص ركاب في منفذ الوديعة

المشهد اليمني | 449 قراءة 

ناشط يتحدث عن دعم جديد للحو ثيين بشكل علني

كريتر سكاي | 392 قراءة 

موقف غريب.. رفض استخراج بطاقة شخصية لمواطنة يمنية بسبب اسمها

المشهد اليمني | 364 قراءة 

عاجل: بعد محاولة الاعتداء على المصلّين…الأهالي يعودون لأداء صلاة الجمعة (صور)

كريتر سكاي | 293 قراءة 

استعداد لمنع استيراد الملابس الجاهزة وتوفيرها محليا بجودة افضل

نيوز لاين | 293 قراءة 

اول رد على اعتقال مدير امن عدن الاسبق في صنعاء

كريتر سكاي | 290 قراءة 

اغتصاب طفل يثير عاصفة غضب في الشارع اليمني

نيوز لاين | 288 قراءة 

لماذا محمد بن سلمان لا يفكر في وقف الحرب في اليمن؟

موقع الأول | 272 قراءة 

حلقة جديدة من ميكرفون بران | ارتياح شعبي واسع للنجاحات التي يحققها أمن مأرب (فيديو)

بران برس | 237 قراءة