شيّعت جماعة الحوثي رئيس أركان قواتها محمد عبدالكريم الغماري، وأفراد حراسته، اليوم، في العاصمة صنعاء، بغياب وزير الدفاع وقيادات عسكرية وأمنية.
وغاب عن مراسم التشييع وزير الدفاع في حكومة الجماعة غير المعترف بها محمد العاطفي، الذي أفادت مصادر "ديفانس لاين" في وقت سابق عن إصابته في هجمات إسرائيلية استهدفت الجماعة يوم 28 أغسطس الماضي، كما غاب وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة، الذي تتحدث تقارير عن إصابته ولم يسجل له أي ظهور منذ أشهر.
واكتفت الجماعة بحضور مسئولين مدنيين ومحافظين في التشييع تقدمهم محمد مفتاح، المكلف بالقيام بمهام رئيس الحكومة.
ولم يُسجل أي ظهور علني للوزير العاطفي منذ وقوع الضربة الاسرائيلية التي أطاحت برئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها و9 وزراء يوم 28 أغسطس الماضي.
وفيما كانت مصادر "ديفانس لاين" أفادت في وقت سابق عن إصابة العاطفي بإحدى الغارات الاسرائيلية التي طالت أهدافا حوثيا في العاصمة صنعاء،
تتكتم الجماعة الحوثية حول وضعه ووضع قيادات رفيعة بالجماعة
.
ومنذ نحو عام يتجنّب العاطفي الأنشطة والفعاليات الميدانية واللقاءات الرسمية، ويكتفي بين فينة وأخرى بتسجيل حضور عبر "تصريحات مكتوبة" لوسائل اعلام الجماعة، ورفع البرقيات الاعتيادية لزعيم الجماعة في المناسبات.
وقد كان آخر ظهور علني تم رصده للوزير العاطفي خلال حضوره اجتماعا عقده مهدي المشّاط لمجلس الدفاع الوطني للجماعة يوم 21 أبريل الماضي. فيما كان آخر نشاط رسمي موثق للعاطفي قبل أكثر من عام، يوم 25 اغسطس 2024، خلال ترؤسه اجتماعا لقيادة الوزارة.
طوارئ داخلية
تُفيد مصادر ومعلومات "ديفانس لاين" أن قيادة جماعة الحوثية المدعومة من إيران أصدرت تعليمات لكافة أذرعها وتكويناتها العسكرية والأمنية والتنظيمية بالتزام أعلى درجات الحيطة والاحترازات الأمنية مع تصاعد مخاوف الجماعة من أي اختراق داخلي أمنيا وتقنيا، كما حدث مع حزب الله اللبناني.
وفقا للمعلومات فقد تلقت القيادات الحوثية الرفيعة بروتوكولات أمنية صارمة بتقييد تحركاتها وأنشطتها ومنع الاجتماعات وتقليل أفراد الحراسات وتجنب استخدام سيارات معروفة واعتماد أعلى مستويات التخفي والتمويه.
الاحترازات التي فرضتها الجماعة شملت توجيه القادة بتغيير أماكن إقامتهم واستخدام مقار سكنية في الأحياء.
وتُفيد تقارير وتقديرات عن تنامي حالة الشك وفقدان الثقة داخل الجماعة، الأمر الذي ينعكس على أساليب ووسائل القيادة والسيطرة الداخلية.
ومنحت قيادة الجماعة تفويضاً لأجهزتها الأمنية والاستخبارية لاعادة تنظيم خطة استراتيجية دقيقة وشاملة للتعامل مع الظروف الجارية على مختلف الأصعدة.
ويًشرف "
جهاز أمن الثورة
" وهو جهاز استخباري داخلي للحوثية، يتولى مسئوليته جعفر المرهبي المكنى (أبو جعفر).
ويعاونه مطلق عامر المراني (ابو عماد) على مراجعة ملفات قادة وأعضاء الجماعة وفحص سجلاتهم والتأكد من ولائهم، وتقييمات لعمل الأذرع الاستخبارية والأمنية.
كما يتولى جهاز "
الأمن الوقائي الجهادي
" الخاص بالجماعة تحديث النظام الأمني لقيادتها ومقراتها وتشديد الحماية لقدراتها الحيوية، ومراقبة سلوك قوام الجماعة.
إلى جانب جهاز الأمن والمُخابرات الذي يُديره عبدالحكيم الخيواني (أبو الكرار)، وكذلك جهاز استخبارات الشرطة المنشئ حديثا بقيادة علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الحوثية، والاستخبارات العسكرية التي يُديرها عبدالله علي الحاكم (ابو علي الحاكم).
وشدّدت الحوثية القيود على المجتمع وملاحقة وترهيب نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي ومراقبة المواطنين خصوصا الشخصيات السياسية والقبلية.
في وقت عزّزت الجماعة نشر قوات أمنية وعسكرية في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية الخاضعة لسيطرتها.
في ذات الصعيد، تقول مصادر "ديفانس لاين" إن الجماعة الحوثية وجّهت قادتها بمنع استخدام الأجهزة الخلوية ووسائط الانترنت، والاعتماد على وسائل اتصالية تقليدية، وتُجري تحديثات مستمرة لمنظومة الاتصالات الداخلية التي يتم تشغيلها بصورة محدودة.
وتُشرف "
دائرة الاتصالات الجهادية، ودوائرة الاتصالات العسكرية والأمنية
" التي يتولى مسئوليتها محمد حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، على إعادة تحديث أغلفة الإشارة وخرائط الشفرات والرموز، وخطط نشر وتوزيع المعدات والشبكات وأجهزة التوجيه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news