تكتيك حوثي جديد لقبض ثمن غزة

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 259 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تكتيك حوثي جديد لقبض ثمن غزة

صدام أبو عاصم:

شهد الخطاب الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية مؤخراً مزيدا من الحدة، بدءًا بما جاء في خطاب مهدي المشاط بمناسبة 14 أكتوبر وما ترافق من تغريدات مستنفرة ومستفزة لقيادات سياسية وإعلامية. هذا التصعيد ليس عشوائياً في نظري، بل هو تكتيك مدروس ومتعمد اعتادت الجماعة أن تلجأ إليه كلما شعرت بأنها بدأت تتهاوى.

هذا التحول يأتي بالتزامن مع بدء الكساد المتوقع لحضور الجماعة في سوق غزة بعد اتفاقية وقف إطلاق النار. ولطالما كانت غزة بالنسبة لجماعة الحوثي هي العقار الناجع لتخدير الداخل المهدد بالانفجار، أما وأن تتوقف حرب غزة نهائياً فسيفقدون هذه الحضور، كما أنهم عليهم أن يتحسسوا رؤوسهم لأنهم قد يكونوا الضحية القادمة، وكما عبّر مسؤول إيراني كبير عن مخاوفه من انتقال المواجهة لمكان آخر مع فرصة السلام في غزة، فإن الحوثيين يفكرون بنفس المنطق.

لقد كان صمت الاقليم، والحكومة الشرعية، وحتى الداخل اليمني، على انتهاكات الجماعة مرتبطاً بهاجس تجنب المواجهة مع من يدعي بأنه يناصر غزة حيث لقت “حركته” هذه رواجاً في الداخل والخارج، لكن الجميع بات يدرك جيداً استثمار جماعة الحوثي لهذا الملف تماماً كما استثمرته لصالحها قبلهم طهران.

بعد اتفاق شرم الشيخ برعاية عربية خالصة، أبدت إيران وميليشياتها انزعاجها، وبدأت بالتشكيك في إمكانية استدامة الاتفاق. مما دفع جماعة الحوثي للتفكير والبحث عن وسيلة للبقاء في المشهد. حيث انتقلت الجماعة إلى تحميل وتهديد السعودية صراحةً بخصوص الوضع الاقتصادي، والعدوان، والحصار. تزامنت هذه اللهجة الحادة مع إعلان الجماعة عن مقتل رئيس أركانها، بعد إخفائه لأسابيع، في محاولة لإضفاء طابع “الحدث الجلل”، والادعاء بسقوطه ضمن “معركة غزة”، خصوصاً وأنها بدأت تنشر صور له إلى جانب السنوار.

هذه الخطوة ليست بريئة، وهي في تقديري، خطة سياسية مزدوجة القصد بالتزامن مع التصعيد ضد السعودية: أولاً، تأكيد الحوثيين أنهم كانوا ولا يزالون عنصراً أساسياً في معادلة الصراع الإقليمي المشتعل، ورفض أي محاولة لتجاهلهم في أي صفقات مستقبلية. ربما تضاعف هذا الشعور لديهم وسط توقعات بأن حليفتهم إيران نالت حصتها من التفاهمات، سواء عبر تقدم في ملف العقوبات أو المفاوضات النووية.

ثانياً، كان لابد لها أن تبتكر طريقاً جديدا في ظل الصورة المشوهة للجماعة داخلياً بسبب حملات الخطف المنظمة للنشطاء والكتاب، ومداهمة البيوت، واعتقال موظفي الأمم المتحدة. وليس أمامهم سوى استفزاز السعودية، أحد الرعاة الأساسيين وإن كان من خلف الكواليس، لوقف إطلاق النار في غزة. يريدون أن يستلموا ثمن وقوفهم مع غزة، ويجب أن يُدفع لهم نقداً، ويُفضل أن يكون من الأطراف العربية تحديداً.

إنها جماعة تتغذى على الأزمات وتعتبرها ركناً لاستمراريتها، وتحاول خلقها من العدم. يريدون جر السعودية إلى صدام مباشر وهم يعلمون أنها لأسباب كثيرة تتجنبه. لكن وإن زادت الاستفزازات لا يستبعد، بل يفترض أن تتوقف الجارة عن مهادنتهم التي تنهي طموحهم، وتعطي الضوء الأخضر لجيش الشرعية لنقل المعركة للميدان وتسنده كليةً وبصدق، أما هي فلديها من الترسانة الدفاعية ما يكفي للدفاع عن أراضيها.

ومع صمت المملكة حتى الآن، ظهرت بوادر تصعيد عسكري في الداخل، حيث تم إحباط محاولة تقدم لعناصرها في إحدى جبهات تعز أمس السبت، أو وهناك حديث عن استهداف باخرة في خليج عدن، فضلاً عن المداهمات لمقار الأمم المتحدة وتنفيذ حملات الاعتقال والملاحقة للكتاب والنشطاء وموظفي الأمم المتحدة. هذه حملات استباقية قد تستمر الجماعة فيها، لأن غليان الداخل وسيك الانفجار في مناطق سيطرتها يغذي المزيد وذلك بسبب تردي الوضع المعيشي، وتزايد المظالم، واتساع القمع، وتآكل قاعدتهم الشعبية في أوساط القبائل.

وما أفقد الجماعة بوصلتها هي الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي يقودها رئيس الحكومة ولقاءاته الأخيرة مع سفراء الدول الراعية، ودعمهم لجهود الإصلاحات، فضلاً عن جهود الرئيس رشاد العليمي وحضوره في المحافل الدولية ولقاءاته مع قادة الدول الكبرى في طريق توضيح موقف اليمن الذي يسعى جاهداً للتخلص من الانقلاب. كل هذا يدفع الجماعة إلى التصعيد واستغلال أي ذريعة لإشعال حرب أو افتعال أزمة إقليمية، ليكون هذا الحل الوحيد للتعبئة والجباية وجمع التبرعات وفي نفس الوقت قمع الأصوات المعارضة والمنتقدة للوضع المتردي أمنياً ومعيشياً تحت ذريعة “نحن في مواجهة مع العدوان”.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 411 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 407 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 382 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 373 قراءة 

عاجل: غارات أمريكية مفاجئة في اليمن والكشف عن مواقع الاستهداف

المشهد اليمني | 321 قراءة 

هبوط 9 طائرات كويتية اضطراريا في العراق

العين الثالثة | 253 قراءة 

تعزيزات عسكرية متبادلة بين مليشيات إماراتية وسعودية في لحج تهدد بمواجهات مسلحة

موقع الجنوب اليمني | 236 قراءة 

تعميم للمسافرين اليمنيين المتجهين إلى السعودية

يمن فويس | 230 قراءة 

توتر عسكري في باب المندب.. "درع الوطن" و"العمالقة" يتسابقان على السيطرة

مندب برس | 208 قراءة 

هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

نيوز لاين | 195 قراءة