أفادت شبكة سى إن إن الأمريكية، الأحد 19 أكتوبر/ تشرين الأول، بأن نحو 7 ملايين شخص، شاركوا في مسيرات حاشدة، في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، فيما يسمى باحتجاجات "لا للملوك" المناهضة لأجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الشبكة ذكرت، أن مدينة نيويورك وحدها شهدت مشاركة أكثر من 100 ألف شخص، بحسب ما قال المنظمون والمسئولون، وأوضحت أنه إلى جانب الفعاليات الأكبر فى المدن الكبرى، كانت هناك جموع صغيرة من المحتجين على طول الشوارع الرئيسية المزدحمة وفى ساحات المدن الصغيرة، وفى الحدائق البلدية في الولايات الديمقراطية والجمهورية على حد السواء.
وقدرت وسائل إعلام أمريكية، خروج المظاهرات، في أكثر من 2600 موقع بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على ما وصفوه بتنامي النزعة الاستبدادية والفساد في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم الأعداد الضخمة، التي قدّرها منظمو الاحتجاجات بالملايين، سادت أجواء سلمية واحتفالية أغلب المسيرات، حيث شارك الآباء بأطفالهم، والبعض اصطحب حيواناته الأليفة، في مسيرات ملونة طغى عليها الطابع الأمريكي التقليدي من أعلام وملابس حمراء وبيضاء وزرقاء.
ووفقًا لـ"رويترز" قال مسؤولون في شرطة نيويورك إن أكثر من 100 ألف شخص تظاهروا سلميًا في المدينة دون تسجيل أي حالات اعتقال، فيما شهدت مدن كبرى مثل بوسطن وشيكاغو وأتلانتا تظاهرات مماثلة.
ويتهم المحتجون ترامب بتعيين شخصيات غير مؤهلة لمناصب عليا لمجرد ولائها الشخصي له، وبممارسة ضغوط على وسائل الإعلام، والجامعات، وحتى مكاتب المحاماة.
وقالت ليه جرينبرج، مؤسسة حركة "إنديفيزيبل" التي شاركت في تنظيم الفعاليات: «لا شيء أكثر وطنية من أن نقول: لا نريد ملوكًا، وأن نمارس حقنا في الاحتجاج السلمي».
وشهدت بعض المسيرات مشاهد رمزية لرفض الاستبداد، مثل ارتداء بعض المحتجين زي تمثال الحرية، ورفع لافتات تحمل عبارات مثل «لا لحكام يشبهون الديكتاتوريين»، بينما عبّر عدد من قدامى المحاربين عن خيبة أملهم في سياسات ترامب، رغم انتمائهم التاريخي للحزب الجمهوري.
ترامب يسخر
ورغم تجاهله المباشر للاحتجاجات، أشعل "ترمب" ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره مقطع فيديو ساخر وسط احتجاجات "لا ملوك بأمريكا" التي تشهدها عدة مناطق بأمريكا.
مقطع الفيديو الساخر الذي أشعل الضجة نشره ترامب بتدوينة على صفحته بمنصة "تروث سوشال" ويظهره يقوم بقيادة مقاتلة كتب عليها "ترامب الملك" ويحلق بها ملقيا بما بدا أنها "قاذورات" على المتظاهرين، في حين قال في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "البعض يصفني بالملك.. لكنني لست كذلك".
وكانت هذه التظاهرات امتدادًا لحركة بدأت في يونيو الماضي، حيث نُظمت حينها أكثر من ألفي مسيرة بالتزامن مع عيد ميلاد ترامب، الذي شهد أيضًا عرضًا عسكريًا نادرًا في العاصمة واشنطن.
وفي المقابل، هاجم رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، المظاهرات ووصفها بأنها "تعبير عن كراهية لأمريكا"، فيما اتهمت شخصيات بارزة في الحزب منظمي الاحتجاجات بالتحريض على العنف السياسي، خاصة في أعقاب مقتل الناشط اليميني ومؤيد ترامب البارز، تشارلي كيرك، الشهر الماضي.
ومن جانبها، قالت الباحثة في شؤون الحركات الاجتماعية، دانا فيشر، إن المظاهرات ربما لا تنجح في تغيير سياسات الرئيس، لكنها قد تعطي دفعة للسياسيين المعارضين داخل المؤسسات، مضيفة أن أعداد المشاركين قد تتجاوز 3 ملايين شخص، مما قد يجعلها واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news