اليمن الاتحادي/ متابعة خاصة:
في تصعيد خطير جديد ضد المنظمات الدولية، اقتحمت قوة أمنية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، صباح اليوم الأحد المجمع السكني التابع للأمم المتحدة (UNCAF) في شارع حدة بصنعاء، مستخدمة عدداً من المدرعات والمركبات العسكرية، بعد أن طوقت المكان بقوات إضافية.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد اقتحم المسلحون المجمع وانتشروا في مبانيه، قبل أن يفصلوا التيار الكهربائي، ويغلقوا كاميرات المراقبة، ويقطعوا خدمات الاتصالات والإنترنت، في محاولة لعزل المجمع بشكل كامل عن العالم الخارجي.
وخلال عملية الاقتحام، كان داخل المجمع نحو 15 موظفاً دولياً يحملون جنسيات أجنبية، إلى جانب عدد من الموظفين المحليين في مجالات الخدمات اللوجستية والحماية.
وطلب الحوثيون من الأجانب مغادرة مساكنهم والبقاء في فناء أحد المباني داخل المجمع، فيما تم احتجاز الموظفين اليمنيين في أحد الأقبية (البدروم) ومنع التواصل معهم.
كما نفذت الميليشيا عملية تفتيش واسعة في جميع المباني، وصادرت أجهزة تسجيل الكاميرات، والسيرفرات، والأقراص الصلبة، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، ووثائق متعددة.
ولا تزال عناصر الحوثيين حتى اللحظة متمركزة داخل المجمع، في حين سُمح للموظفين الأجانب بالتواصل المحدود مع عائلاتهم، بينما يخضع الموظفون المحليون لتحقيقات أمنية مطوّلة.
ويأتي هذا الهجوم بعد يومين فقط من اتهامات زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي للعاملين في المنظمات الأممية بممارسة “أنشطة تجسسية”، في خطاب اعتبره مراقبون تحريضاً مباشراً ضد المنظمات الدولية العاملة في اليمن.
وتحتجز مليشيا الحوثي منذ أشهر أكثر من 50 موظفاً يمنياً من العاملين في وكالات ومنظمات أممية بصنعاء ومناطق سيطرتها، كما أجبرت عشرات آخرين على توقيع تعهدات بعدم مغادرة العاصمة أو التواصل مع أي جهة خارجية.
وسبق أن بثت وسائل إعلام حوثية مقاطع مصوّرة تضمنت ما قالت إنها “اعترافات” لموظفين في وكالات تابعة للأمم المتحدة بارتكاب أعمال تجسس، وهي الاعترافات التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها مفبركة وانتُزعت تحت الإكراه.
وفي أول تعليق رسمي على تلك الاتهامات، رفض ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة رفضاً قاطعاً كل الاتهامات التي تزعم أن موظفي الأمم المتحدة أو عملياتها في اليمن ضالعة في أي شكل من أشكال التجسس، مؤكداً أن هذه الاتهامات لا تؤدي إلا إلى تعريض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً.”
فيما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان رسمي بشدة استمرار عمليات الاعتقال التعسفي لموظفي الأمم المتحدة وشركائها، وكذلك الاستيلاء غير المشروع على مقارها وممتلكاتها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وينذر هذا التطور الخطير بتصعيد جديد بين جماعة الحوثي والأمم المتحدة، ويهدد مستقبل العمل الإنساني في اليمن، في وقتٍ يعيش فيه ملايين اليمنيين على المساعدات الدولية التي تعرقلها الميليشيا بشكل متكرر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news