أصدرت محكمة أمريكية حكماً بالسجن أربعين عاماً بحق المواطن الباكستاني محمد بهلوان، بعد إدانته بقيادة عملية تهريب عسكرية معقدة شملت صواريخ باليستية وأجهزة توجيه متطورة، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي في اليمن.
الحكم جاء تتويجاً لتحقيقات فدرالية أعقبت عملية بحرية نفذتها القوات الأمريكية في بحر العرب مطلع عام 2024، انتهت باعتقال بهلوان ومصادرة شحنة الأسلحة، فيما أسفرت العملية عن مقتل عنصرين من قوات النخبة البحرية، ما أضفى طابعاً مأساوياً على المواجهة.
التحقيقات كشفت أن بهلوان كان يدير شبكة تهريب واسعة النطاق، متخفياً خلف نشاط صيد بحري وهمي، مستغلاً طرقاً بحرية معقدة وسفن صيد مزيفة لنقل الأسلحة من إيران عبر الصومال وصولاً إلى اليمن.
ووفقاً لوثائق المحكمة، أُدين بخمس تهم رئيسية، أبرزها تقديم دعم مادي للإرهاب ونقل تقنيات أسلحة دمار شامل، بعد أن ثبت أن القارب الذي كان يقوده، ويحمل اسم “يونس”، كان محملاً بمكونات صواريخ إيرانية الصنع وأجهزة موجهة تستخدم في الصواريخ المضادة للسفن.
أفراد الطاقم الذين اعتقلوا معه أكدوا خلال جلسات المحاكمة أنهم لم يكونوا على علم بطبيعة الحمولة، مشيرين إلى أن بهلوان كان يتجنب التواصل معهم ويعزل نفسه مستخدماً هاتفاً فضائياً للتواصل مع جهات مجهولة.
كما حاول خلال لحظة الاعتراض الأمريكي تضليل الطاقم بادعاء أن القوات الأمريكية مجرد قراصنة بحرية، في محاولة فاشلة للفرار.
وزارة العدل الأمريكية وصفت الشحنة المضبوطة بأنها الأكثر تطوراً ضمن منظومة التهريب الإيرانية، مؤكدة أن العملية كشفت عن حجم الدعم العسكري الذي تقدمه طهران للحوثيين، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها القرار 2216.
ويرى خبراء أن هذه القضية تمثل نقطة تحول في تتبع مسارات التهريب البحري الإيراني، الذي يساهم في تأجيج النزاعات الإقليمية ويهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرين إلى أن اعتراض مثل هذه الشحنات ساهم في تقليص الهجمات الحوثية على السفن التجارية والممرات الدولية خلال الفترة الأخيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news