خيّم الحزن على الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية في اليمن، عقب وفاة أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري، الذي رحل في مدينة إسطنبول بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً من الفكر الوطني والمواقف الجريئة التي طبعت مسيرته الأكاديمية والنضالية.
ونعى الظاهري أكاديميون وناشطون وقيادات فكرية وسياسية باعتباره أحد أبرز رموز النخبة اليمنية التي كرّست حياتها للعلم والحرية والدفاع عن كرامة الإنسان.
وفي السياق، وصف الأكاديمي مجيب الحميدي الفقيد بأنه نموذج للعالم الشجاع والمثقف الملتزم، جمع بين عمق الفكر وصلابة الموقف ونقاء الضمير الوطني.
وأشار إلى أنه أصيب بطلق ناري خلال مشاركته في ثورة فبراير أثناء دفاعه عن قيم الحرية والكرامة، وتعرّض للاعتقال على يد جماعة الحوثي بسبب رفضه تسييس الجامعة ومصادرة استقلالها الأكاديمي.
واعتبر الحميدي أن الظاهري كان من أبرز المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، وأسهم بفكره في رسم ملامح الدولة المدنية المنشودة، وظل حتى أيامه الأخيرة صوتاً حرّاً ومدافعاً عن كرامة الأكاديميين وحق اليمنيين في التعليم والحرية، مشيراً إلى أن اليمن فقد برحيله أحد أنبل علمائه وأصدق رموزه الوطنية.
بدوره، رثى الباحث نبيل البكيري الراحل بكلمات مؤثرة، معبّراً عن حزنه العميق لفقدان "رجل من أنبل وأصدق وأشجع رجال اليمن"، ومشيراً إلى أن الظاهري ترك وراءه تاريخاً من شرف المواقف والتضحيات، مؤكداً أن خسارته خسارة لليمن كله.
أما الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان فقد عبّرت عن ألمها البالغ، ووصفت الظاهري بأنه "رفيق درب عظيم على مدى عشرين عاماً"، وأن وفاته تمثل خسارة كبيرة للوطن في مرحلة صعبة، مضيفة أنه جسّد عظمة العلم وشرف الكلمة، وكان قريباً من الناس وتطلعاتهم إلى الحرية والعدالة.
من جانبه، كتب رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا كلمات وداع مؤثرة، استعاد فيها علاقته القديمة بالظاهري، واصفاً إياه بأنه "كتلة من نزاهة الضمير ونظافة اليد وصدق اللسان، وعفة وشموخ اليماني الموجوع"، مشيراً إلى أنه رحل بصمت وجَلد بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان والغربة.
أما الأكاديمي عبدالله عبدالمؤمن التميمي نعى الراحل باعتباره رمزاً وطنياً وعَلماً من أعلام اليمن، عاش محباً ومناضلاً من أجل وطنه حتى آخر لحظة من حياته.
بدوره، اعتبر الصحفي سفيان جبران الظاهري أحد "أصدق وأنبل رجال اليمن"، مؤكداً أنه كان صادق القول والموقف، شجاعاً في آرائه، ومحباً لوطنه حتى الرمق الأخير.
وبرحيل الدكتور محمد الظاهري، تفقد اليمن أحد أعمدتها الفكرية وأصواتها الحرة التي نذرت حياتها لخدمة الجامعة والوطن، وبقيت مواقفه شاهداً على نُبل العالم والتزام المثقف، وصدق الإنسان الذي لم يتخلّ عن قضيته حتى في أقسى لحظات المرض والمنفى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news