اشتباك مسلح في البيضاء يسفر عن مقتل عنصر حوثي وإصابة آخر بعد رفض حاجز غير شرعي منع شاب من العبور

شهدت محافظة البيضاء، وسط اليمن، مساء الخميس، اشتباكاً مسلحاً مفاجئاً في منطقة ذي مخشب بعزلة الناصفة بمديرية الزاهر، بين شاب محلي ومسلحين تابعين لميليشيا الحوثي، أسفر عن مقتل أحد عناصر الميليشيا وإصابة آخر، في حادثة تُظهر تصاعد التوتر بين السكان المحليين والنقاط الأمنية غير الشرعية التي تفرضها الجماعة في مناطق متفرقة من المحافظة.

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الحادثة وقعت عندما حاول الشاب زكريا الحميقاني، أحد أبناء المنطقة، المرور عبر نقطة تفتيش أُقيمت مؤخراً من قبل ميليشيا الحوثي، والتي أطلقت عليها تسمية "نقطة المكافحة"، أثناء توجّهه إلى منطقة الوادي. وتفيد المصادر بأن عناصر النقطة منعوه من العبور دون مبرر واضح، ما أدى إلى مشادة كلامية سريعة تصاعدت بشكل مفاجئ إلى تبادل لإطلاق النار.

وأشارت المصادر إلى أن الحميقاني، الذي كان مسلحاً، تصدّى للمحاولة التعسّفية لمنعه من التنقّل، وتمكن خلال الاشتباك من قتل أحد عناصر الميليشيا المتمركزين في النقطة، وإصابة آخر بجروح متفاوتة، قبل أن ينسحب إلى مكان آمن دون أن يُبلغ عن إصابته.

ويُنظر إلى هذه الحادثة على أنها انعكاس لاستياء متزايد بين السكان المحليين من انتشار نقاط التفتيش العشوائية التي تقيمها ميليشيا الحوثي خارج إطار أي سلطة قانونية أو أمنية معترف بها، والتي كثيراً ما تُستخدم لابتزاز المدنيين أو فرض سيطرة غير مشروعة على حركة التنقّل والتجارة.

وتشهد مديرية الزاهر، كغيرها من مناطق البيضاء، توتراً أمنياً متكرراً بسبب تدخلات الميليشيات الحوثية في الشؤون المحلية، ما يثير مخاوف من تصاعد المواجهات الفردية أو الجماعية في ظل غياب سلطة الدولة وتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر أي جهة رسمية أو عسكرية بياناً حول الحادثة، بينما تواصل مصادر محلية رصد تداعياتها الميدانية، خاصةً في ظل احتمالات انتقام محتملة من قبل عناصر الميليشيا، وهو ما يهدّد بانزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى والعنف.