إيران تعيد ترتيب كيانها في المناطق التي تحتلها باليمن .. فرض تيار صعدة واستباحة أموال وأراضي اليمنيين.. والمخدرات سلاح فتاك
أكدت مصادر محلية مطلعة في صنعاء أن إيران تقوم بإعادة ترتيب أوضاع كيان وكلائها الحوثيين في المناطق التي تحتلها باليمن، استعدادًا لمرحلة ما بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، التي كانت تستفيد وتتاجر بها في عدة مجالات.
وأفادت المصادر بأن إيران أقرت إعادة ترتيب الهيكل القتالي للعصابة الحوثية، ما سمح للأخيرة بالكشف عن أسماء القيادات العسكرية التي لقيت مصرعها في الضربات الإسرائيلية، أبرزها تلك التي استهدفت مقر قيادة وسيطرة بمنطقة حدة في يونيو الماضي، والغارة التي استهدفت اجتماع حكومة الحوثي غير المعترف بها أواخر أغسطس، وأسفرت عن مصرع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والقيادات العسكرية.
تيار صعدة
وحسب المصادر، تولي إيران تيار صعدة اهتمامًا خاصًا في تولي المناصب السياسية والعسكرية، على حساب التيارات والكيانات الأخرى المكونة للحوثية.
وأوضحت المصادر أن تعيين يوسف المداني خلاف الغماري رئيسًا لهيئة أركان الحوثيين، وكلاهما من صعدة، يُعد خطوة استراتيجية، إذ يُعتبر المداني المنسق الرئيسي بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من جهة، والحوثيين من جهة أخرى. وقد أدى ذلك إلى توليه قيادة المنطقة الخامسة التابعة للحوثيين، والتي تشمل حجة والحديدة، أي مناطق جنوب البحر الأحمر، التي شهدت الفترة الماضية استهداف سفن الملاحة الدولية خدمةً لإيران.
ومنذ مصرع رئيس وأعضاء حكومة الحوثيين، عمدت إيران عبر خبرائها الذين يديرون مناطق العصابة، إلى الدفع بعناصر صعدة أو المرتبطين بالحوزات الإيرانية لتولي المناصب السياسية خلفًا للوزراء والوكلاء الذين لقوا مصرعهم بالغارة التي استهدفت حكومة الرهوي.
ترتيبات لمرحلة ما بعد اتفاق غزة
ويرى مراقبون أن إيران كانت، منذ ما قبل التوقيع على اتفاق وقف حرب غزة، بصدد إعادة ترتيب أوضاع الحوثيين وفق أجندتها، التي ستسعى لفرضها خلال المرحلة المقبلة عبر استخدام أذرعها في المنطقة، وخاصة الحوثيين.
ومن تلك الترتيبات، وفق المراقبين: إعادة ترتيب قيادة عمليات البحر الأحمر بدءًا من هيئة أركان العصابة، وكذا ترتيبات سياسية تجعل جميع المؤسسات الحكومية تحت إدارة عناصر صعدة الموالين لها، إلى جانب إعادة صياغة الخطاب الإعلامي واستنفار أجهزة المخابرات القمعية، واستحداث طرق جديدة للتنكيل باليمنيين تحت تهم تتناسب مع المرحلة، لضمان استمرار سيطرتها وسطوتها على السكان المحليين.
تنويع مصادر الدخل
وتشير المعلومات إلى أن إيران أوعزت للحوثيين بزيادة تجارة المخدرات وإغراق المدن اليمنية بجميع أصنافها، وهو ما أكدت حجم المضبوطات على المنافذ اليمنية ومداخل المدن لكميات كبيرة من المخدرات الإيرانية التي كانت في طريقها إلى مناطق الحوثيين.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر محلية أن الحوثيين بدأوا فعليًا في تنفيذ خطة إيران، حيث أغرقوا صعدة بجميع أنواع المخدرات، وأصبح التعاطي والترويج لها علنًا، بمشاركة العنصر النسائي للعصابة "الزينبيات"، بهدف جعل الشباب واليمنيين تحت تأثيرها، ما يوفر لهم حرية ممارسة أنشطتهم.
وبجانب المخدرات، هناك تجارة وتهريب الأسلحة والبشر، والمتاجرة بالنفط والغاز الإيراني الواقع تحت العقوبات الدولية، وصولًا إلى المتاجرة بالدعارة، بما في ذلك دعارة الأطفال من الجنسين، وتجارة الأعضاء البشرية.
نهب ومصادرة أراضٍ جديدة
وأفادت تقارير محلية بأن عصابة الحوثي وسعت مؤخرًا حملاتها لمصادرة الأراضي وتجريف ما تبقى من ممتلكات السكان في عدة محافظات تحت سيطرتها، أبرزها عمران وريف صنعاء وأب والجوف وشرق تعز والحديدة.
وأكدت التقارير أن عناصر الحوثي نفذوا حملات لمصادرة أراضٍ زراعية وأخرى تحت التخطيط العمراني بحجة أنها مملوكة للدولة ومخصصة لمشاريع تنموية.
وأشارت إلى أن المخطط الإيراني يقضي باستخدام تلك الأراضي والعقارات في عمليات غسل الأموال، بحيث يتم استثمارها وبيعها للحصول على أموال بطريقة "مشروعة"، وهي طريقة حوثية–إيرانية مستخدمة منذ الانقلاب على الدولة في 2014.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news