اعتبر مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، المهندس صالح السقاف، الجمعة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2025م، الاتهامات الأخيرة الصادرة عن زعيم جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، والتي طالت موظفي الأمم المتحدة، بأنها "خطيرة ومحاولة لعزل اليمن عن المجتمع الدولي".
وأضاف "السقاف"، في تصريح خص به "برّان برس"، أن التصريحات الأخيرة لزعيم الحوثيين، والتي اتهم فيها موظفين أمميين بـ"التورط في أعمال تجسس ورفع احداثيات لاسرائيل"، بأنها تهدف كذلك، إلى تشويه دور الهيئات الإنسانية، وتبرير الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين.
وأكد أن ذلك الخطاب العدائي والمتكرر تجاه منظمات الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني، "يكشف عن توجه واضح لدى جماعة الحوثي، المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، للانقضاض على ما تبقى من مظلة العمل الإنساني، وتجفيف أي دعم خارجي يخدم اليمنيين في مناطق النزاع".
وقال مدير التخطيط في مأرب: "حين يتحول الموظف الإنساني إلى متهم في خطاب جماعة مسلحة، فإن ذلك لا يعكس إلا عمق الأزمة الأخلاقية التي تعانيها هذه الميليشيا، وسعيها لتحويل اليمن إلى ساحة مغلقة أمام الرصد والمساءلة والضغط الدولي."
وحذر من التداعيات الكارثية لمثل هذه التصريحات، على مستقبل العمل الإنساني في اليمن، لا سيما في ظل اعتماد الملايين من السكان على المساعدات الطارئة، مشيراً إلى أن تاريخ الجماعة مليء بالاعتداءات على مقار المنظمات الدولية، واختطاف موظفيها، وفرض قيود تعسفية على حركة الإغاثة، وهو ما وثقته تقارير أممية سابقة.
وأكد أن الاتهامات الأخيرة، تأتي في سياق "إعادة تهيئة المشهد لمزيد من التصعيد ضد المجتمع الدولي والمنظمات المستقلة"، مؤكداً كذلك على أن محافظة مأرب ستظل بيئة آمنة ومنفتحة أمام جميع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإنساني والتنموي، وستواصل تعاونها مع الشركاء الدوليين في خدمة اليمنيين بكل شفافية ووضوح.
ودعا "السقاف" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحاً، تجاه هذه اللغة التحريضية، التي لا تستهدف فقط المنظمات، بل تضع حياة العاملين فيها على المحك، وتعرقل جهود إحلال السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني
وأمس الخميس، وجه زعيم جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب "عبدالملك الحوثي"، اتهامات مباشرة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية".
وزعم "الحوثي" في خطاب متلفز بثته وسائل إعلام الجماعة أن بعض موظفي تلك المنظمات لعبوا دورًا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومته (غير المعترف بها) أواخر أغسطس الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه.
وقال إن من أخطر الخلايا التجسسية التي نشطت في البلاد هي من المنتسبين لمنظمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، مشيرًا إلى أن لدى جماعته "معلومات قاطعة ودلائل واضحة" على ما وصفه بـ"الدور التجسسي العدواني لتلك الخلايا".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news