الحوثيون... أكاذيب ممنهجة وتضليل ممنهج للرأي العام اليمني
قبل 6 دقيقة
لم يعد الكذب عند ميليشيا الحوثي مجرد وسيلة للدعاية، بل أصبح نهجًا ثابتًا وأسلوبًا متجذرًا في بنيتها الفكرية والسياسية والعسكرية.
ففي الوقت الذي تتهاوى فيه أركان المليشيا تحت وطأة الضربات الموجعة التي تلقتها مؤخرًا، تواصل قيادتها بث الأكاذيب وتزييف الحقائق، في محاولة يائسة للحفاظ على تماسك صفوفها المنهارة.
إن تأجيل الحوثيين الإعلان عن مصرع الارهابي محمد الغماري لم يكن تصرفًا عشوائيًا أو ناتجًا عن سوء تنسيق، بل خطوة مدروسة بعناية هدفها امتصاص الصدمة داخل صفوف القيادات الوسطية في المليشيا. فقد أدركت قيادة الميليشيا أن الإعلان المفاجئ عن مقتله قد يؤدي إلى حالة ارتباك وانهيار في الروح المعنوية، وربما إلى انشقاقات في صفوف من تبقى من عناصرها.
هذا التكتم المتعمد يكشف عن حالة الارتباك والهلع التي تسيطر على الجماعة منذ فترة، كما يعكس حجم الخسائر الفادحة التي تلقتها. فـالغماري لم يكن مجرد قائد ميداني عابر، بل كان أحد العقول العسكرية المدبرة التي اعتمدت عليها الميليشيا في التخطيط لعملياتها وتنظيم هجماتها. ومع رحيله، تفقد الجماعة واحدًا من أبرز عناصرها وأكثرهم تأثيرًا في الميدان، الأمر الذي أحدث فراغًا استراتيجيًا يصعب ملؤه.
إن ما تحاول ميليشيا الحوثي إخفاءه اليوم لا يمكنها الاستمرار في طمسه غدًا. فالمعلومات تتسرب، والحقائق تظهر تباعًا، والشارع اليمني بات أكثر وعيًا بمدى زيف الرواية الحوثية التي تُحاك من غرف مظلمة في صنعاء. فكلما اشتدت خسائرهم، ازداد خطابهم الإعلامي تضليلًا وكذبًا، في مشهد يعكس إفلاسًا سياسيًا وأخلاقيًا غير مسبوق.
لقد أثبتت التجارب أن الحوثيين لا يجيدون سوى صناعة الوهم وتغليف الفشل بشعارات زائفة، وأن مشروعهم القائم على الخداع والقمع لا يحمل لليمنيين سوى مزيد من الدماء والانقسام. ورحيل الغماري — رغم ما يحاولون إنكاره — ليس إلا مؤشرًا واضحًا على بداية مرحلة جديدة من الضعف والانكشاف داخل صفوفهم.
إن الأكاذيب قد تُخدّر الجماهير لبعض الوقت، لكنها لا تصنع نصرًا، ولا تحفظ كيانًا يتهاوى من داخله. والحوثيون اليوم يقفون أمام حقيقة لا يمكن تزييفها: أن مشروعهم ينهار، وأن وعي اليمنيين بات أقوى من أن يُضلَّل بخطابات الزيف والشعارات الخادعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news