أعادت مواطنة ألمانية قطعة أثرية نادرة إلى اليونان بعد أن احتفظت بها لأكثر من خمسين عاما.
وجاءت هذه الخطوة الطوعية بعد أن أعلنت وزارة الثقافة اليونانية عن سرقة قمة عمود أثري من منطقة أولمبيا التاريخية في ستينيات القرن الماضي.
والقطعة الأثرية المستعادة عبارة عن تاج عمود مصنوع من الحجر الجيري، يبلغ ارتفاعه 22 سنتيمترا وعرضه 33.5 سنتيمترا، وكان قد سرق أصلا من فندق ليونيدايون الأثري، وهو دار ضيافة تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
وقد أشادت الوزارة في بيان رسمي بـ"الروح المسؤولة والحس الأخلاقي" للمواطنة الألمانية التي بادرت بإعادة القطعة.
هذه الحالة تمثل القطعة الأثرية الثالثة التي تعيدها جامعة مونستر الألمانية إلى اليونان خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق أن أعادت في عام 2019 كأسا بمقبضين يعود لأحد أبطال أولمبياد أثينا 1896، ثم أعادت في عام 2024 رأسا رخاميا لرجل من العصر الروماني عثر عليه في مقبرة بسالونيك.
وصف جيورجيوس ديداسكالو، المسؤول بوزارة الثقافة اليونانية، هذه اللحظة بأنها "مؤثرة للغاية"، معتبرا أن هذه الخطوة تثبت أن "الثقافة والتاريخ يتجاوزان الحدود الجغرافية، ويتطلبان تعاونا دوليا ومسؤولية مشتركة".
من جانبه، أكد توربن شرايبر، أمين متحف جامعة مونستر الأثري، أن "الأخلاق لا تعرف تقادما، وأن فعل الصواب يبقى ممكنا في أي وقت".
وتعد هذه الخطوة جزءا من الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة اليونانية لاستعادة تراثها الثقافي، حيث تفضل أثينا المسار الدبلوماسي والإجراءات الطوعية عن اللجوء إلى القنوات القضائية.
ويبقى الهدف الأكبر للدولة استعادة رخاميات البارثينون المحفوظة في المتحف البريطاني منذ القرن التاسع عشر، وهي القضية التي تحظى بدعم دولي متزايد منذ ثمانينيات القرن الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news