شهد المدخل الغربي لمدينة تعز، اليوم، الكشف عن نصبٍ تذكاري جديد يخلّد ذكرى ضحايا كارثة انفجار القاطرة التي هزّت حي "الضربة" في مايو 2015، حين انفجرت قاطرة محملة بالنفط بشكل مفاجئ، لتُودي بحياة العشرات وتصيب أكثر من 150 مدنيًا أغلبهم من النساء والأطفال، في واحدة من أبشع المآسي الإنسانية التي عاشتها المدينة خلال سنوات الحرب.
وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع أوسع تنفّذه منظمة "سام للحقوق والحريات"، يهدف إلى توثيق وإحياء الذاكرة الإنسانية لضحايا الحرب والحصار المفروض على تعز منذ عام 2015. ويُعد النصب التذكاري رمزاً حيّاً لصمود سكان المدينة وتمسّكهم بحقهم في الحقيقة والعدالة، في وقت لا تزال فيه جراح تلك الحادثة تنزف في وجدان الأهالي.
ويقع النصب في موقع رمزي قرب "نقطة الهنجر" غربي تعز، المكان الذي يُعد بوابة رئيسية للمدينة وشاهداً على سنوات من المعاناة والصمود. وقد صُمم النصب بعناية ليجسّد معاناة المدنيين الأبرياء الذين سقطوا دون ذنب، وليكون رسالةً للأجيال القادمة عن ضرورة الحفاظ على الذاكرة الجماعية ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.
وقالت منظمة سام في بيانٍ صادر عنها: "إن إحياء ذكرى الضحايا ليس فقط واجبًا إنسانيًا، بل هو خطوة أساسية نحو المساءلة والعدالة، وضمان ألا تُنسى التضحيات التي قدّمها المدنيون جرّاء الصراعات المسلحة وانهيار البنية التحتية".
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من جهود مجتمعية متزايدة في تعز لتوثيق الجرائم المرتكبة خلال الحرب، وبناء وعي جماعي حول حقوق الضحايا، في ظل غياب شبه تام للآليات الرسمية لتحقيق العدالة أو تقديم التعويضات لأسر الضحايا.
ويأمل ناشطون حقوقيون أن يُشكّل هذا النصب بداية لسلسلة مبادرات توثيقية مشابهة في مناطق يمنية أخرى، تُسهم في حفظ التاريخ الشعبي للحرب، وتدعم جهود المصالحة المستقبلية على أسس من الحقيقة والشفافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news