كشفت الأجهزة الأمنية المشتركة في عدن عن تفاصيل جديدة في جريمة اغتيال الشيخ مهدي النقيلي العقربي، شيخ مشايخ قبيلة العقارب، الذي اغتيل بدمٍ بارد أثناء خروجه من صلاة الجمعة في 26 سبتمبر الماضي بمنطقة بئر أحمد، في حادثة وُصفت بأنها عمل غادر استهدف صوت الحق والموقف.
وأكد أمن عدن في بيان رسمي مساء الأربعاء إحراز تقدم ملموس في سير التحقيقات، موضحًا أن الجهود الأمنية أسفرت عن القبض على عدد من المتورطين في الجريمة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها مع الموقوفين لاستكمال جمع الأدلة وكشف بقية المتورطين.
وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الجناة ينتمون إلى اللواء الثالث دعم وإسناد الذي يقوده العميد نبيل المشوشي، ويتصدرهم المتهم الرئيسي عبدالله المشوشي، وهو ضابط في اللواء وابن عم قائد اللواء، حيث تم تهريبه بعد تنفيذ الجريمة ولا يزال فارًّا من وجه العدالة، رغم صدور أوامر قبض قهرية بحقه من النيابة العامة، وتعميم رسمي من وزارة الداخلية على كافة النقاط الأمنية في المحافظات المحررة لضبطه.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن قائد اللواء الثالث دعم وإسناد نبيل المشوشي يرفض تسليم ابن عمه المتهم الرئيسي عبدالله المشوشي للجهات المختصة، الأمر الذي يُعد تستراً صريحًا على الجريمة وإعاقة لسير العدالة، ويثير تساؤلات واسعة حول دوافعه ومسؤوليته المباشرة عن حماية المتورطين في هذه الجريمة البشعة.
كما شملت قائمة المتهمين في القضية كلًّا من:
- جبران المشوشي، جندي في اللواء الثالث دعم وإسناد ومن مرافقي نبيل المشوشي، وقد تم القبض عليه من قبل أمن عدن.
- إبراهيم الرضامي، جندي في اللواء الثالث دعم وإسناد، تم ضبطه أيضًا من قبل أمن عدن.
- علي ناصر الرضامي، جندي يتبع اللواء الثالث دعم وإسناد في بئر أحمد.
- علوي الرضامي، جندي آخر في اللواء ذاته تم القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية.
وتفيد المعلومات أن أفراد هذه المجموعة المسلحة التابعة للواء الثالث دعم واسناد سبق وأن ارتكبوا سلسلة من الجرائم والانتهاكات في منطقة بئر أحمد، من بينها اقتحام منازل المواطنين والاعتداء على النساء والاطفال وإطلاق النار في 27 يونيو 2024، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ما أدى إلى مقتل أحد أبناء قبيلة العقارب وإصابة آخرين، دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية بحقهم آنذاك، رغم الشكاوى المتكررة من الأهالي.
كما نفذت العصابة ذاتها أعمال بلطجة وبسط على أراضي المواطنين بالقوة، ما حوّل منطقة بئر أحمد إلى بؤرة للفوضى والخوف، في ظل حماية قيادات عسكرية في اللواء الثالث دعم وإسناد. وقد وقف الشيخ مهدي العقربي بحزم ضد تلك الممارسات، مدافعًا عن أراضي وممتلكات أبناء قبيلته، ليكون هدفًا مباشرًا للعصابة التي نفذت عملية اغتياله أمام بيت الله يوم الجمعة.
ورغم إعلان أمن عدن تحقيق تقدم في ملف القضية، إلا أن البيان تجاهل الإشارة إلى مصير المتهم الرئيسي عبدالله المشوشي، ولم يتطرق إلى مسؤولية نبيل المشوشي عن التستر عليه أو تعطيل تنفيذ الاوامر القهرية بالقبض علية والصادرة بحقه من قبل امن عدن والنيابة ، الأمر الذي أثار سخطًا شعبيًا واسعًا ومطالبات بفتح تحقيق شفاف وشامل في القضية.
وتصاعدت في الأوساط القبلية والمجتمعية دعوات تُحمِّل قائد اللواء الثالث دعم وإسناد نبيل المشوشي المسؤولية الكاملة عن تهريب وحماية المتهمين، مطالبةً إياه بتسليم عبدالله المشوشي فورًا إلى إدارة البحث الجنائي، باعتبارها الجهة الرسمية المخولة بالتحقيق في جريمة اغتيال الشيخ العقربي.
كما طالب أبناء بئر أحمد ووجهاء قبيلة العقارب في بيانات وتصريحات متفرقة بإخراج اللواء الثالث دعم وإسناد من المنطقة ووقف عسكرة الحياة المدنية، مؤكدين أن مهام اللواء القتالية يجب أن تكون في الجبهات وليس داخل الأحياء السكنية أو على أراضي المواطنين.
ودعا الأهالي إلى محاسبة كافة المتورطين في الجريمة، بمن فيهم من سهّلها أو تستر عليها، مؤكدين أن دم الشيخ مهدي العقربي لن يذهب سدى، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها مهما كانت صفة أو منصب من يقف خلف الجريمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news