أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشيي:
في حلقة اليوم من المقابلات التي أجراها “يمن ديلي نيوز” مع عدد ممن مثلوا شهوداً وفاعلين في حركة النضال الثورية ضد الاحتلال البريطاني يتحدث المناضل محمد عبدالله الحامد عضو اللجنة المركزي للحزب الاشتراكي اليمني المنتمي لمحافظة حضرموت عن جانب من الكفاح للتحرر من الاحتلال البريطاني.
يسرد الحامد وقائع لجرائم الاحتلال البريطاني سببت في اندلاع الثورة، ويشير إلى دور ثورة 26 سبتمبر في مد قوة ثورة 14 أكتوبر، وكيف لعب الاعلام عبر الإذاعة دوراً في معركة الوعي للخلاص من الاحتلال الذي جثم على جنوب اليمن لـ 129 عاما.
الشرارة التي أوقدت الثورة
في البداية يعود الحامد بالذاكرة إلى جذور ثورة 14 أكتوبر، وأسباب اندلاعها، موضحاً أن الاحتلال البريطاني مارس صنوف القهر بحق اليمنيين، حتى بلغت الجرائمُ حدّاً فجّر الغضب الشعبي.
يقول: في ديسمبر 1950، أمر المستشار البريطاني بإطلاق النار على المتظاهرين العزّل في مدينة المكلا، فاستُشهد العشرات وجُرح كثيرون لمجرد مطالبتهم بتعيين وزير وطني بدلاً من الوزير الأجنبي، وكانت تلك الواقعة من أبرز الشرارات التي أوقدت نار الثورة.
ويضيف: كما واجه الاحتلال تمردات رجال قبائل سيبان والحموم بالقمع، وأخمد انتفاضة بن عبدات في وادي حضرموت باستخدام الطيران الحربي البريطاني، وهي أحداث شكلت تراكمات مهّدت لانفجار الغضب الثوري في الجنوب.
دور ثورة 26 سبتمبر
الحامد في شهادته لـ”يمن ديلي نيوز” يؤكد أن ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن كانت السند الطبيعي لأكتوبر، قائلاً: دعم ثورة سبتمبر لثورة أكتوبر كان أمراً بديهياً، فنجاح ثورة سبتمبر والدعم المصري الذي رافقها وفّر سبيل الانتصار لثورة الجنوب. هذا هو ما ميّز ثورة 14 أكتوبر عن بقية الحركات الثورية في المنطقة.
ولا يغفل الحامد الإشارة إلى الدور الإعلامي، قائلاً: بعد أيام من استيلاء الجبهة القومية على المكلا، أُنشئت إذاعة المكلا – أو كما كانت تُعرف بـ “صوت الجبهة” – في 17 سبتمبر 1967، وكان لها دوراً كبيراً في إيصال صوت الثورة إلى مختلف مناطق المحافظة. ثم أكملت المسيرة إذاعة عدن بعد 30 نوفمبر 1967، يوم إعلان الاستقلال، لتصبح صوت الدولة الجديدة.
ومن موقع مسؤولياته الحزبية والإدارية، كعضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، يفتح الحامد أرشيف ذاكرته ليذكّر الأجيال بملحمة ثورة الرابع عشر من أكتوبر، وبالجهد الجماهيري الذي صنع ملامح الدولة الوليدة.
يقول: التحقتُ بالجبهة القومية عشية الاستقلال، وشاركتُ في مرحلة بناء الدولة من خلال تأسيس التعاونيات والعمل في الجهاز الحزبي، بعد أن التحقت بعدد من الدورات السياسية التي صقلت تجربتي النضالية والإدارية.
لم يكن عمل الحامد نظرياً، بل ميدانياً وتنظيمياً؛ إذ تولى مسؤولياتٍ في مديريات الريدة الشرقية والمكلا وحجر، وتدرّج في المناصب حتى أصبح آخرَ منصبٍ له قبل حرب 1994 هو مديرَ عام مديرية المكلا.
ويستعيد الحامد هنا ما تلا تلك المرحلة قائلاً: بعد الحرب تم توقيفي عن العمل مع عدد من قيادات الحزب الاشتراكي بتهمة المشاركة في مقاومة قوات علي عبدالله صالح، وكان ذلك فصلاً مؤلماً في مسيرة رفاقٍ نذروا أنفسهم لخدمة الوطن.
الجبهة القومة وحضرموت
ويتحدث الحامد لموقع “يمن ديلي نيوز” عن الأيام الأولى عقب استيلاء الجبهة القومية على السلطة في حضرموت في 17 سبتمبر/أيلول 1967،قائلا: شهدتُ انخراط آلاف الشباب في صفوف الحرس الشعبي، قبل أن يتم استيعابهم لاحقاً في مؤسسات الجيش والأمن الموحّد، وكانت تلك بداية التحول من مرحلة الكفاح المسلح إلى بناء الدولة.
ويضيف: من أعظم الإنجازات آنذاك توحيد أكثر من 23 إمارة وسلطنة ومشيخة في دولة واحدة بجيش وأمن موحّد خلال فترة وجيزة، وهو إنجاز تاريخي غير مسبوق.
ويصف الحامد تلك المرحلة بأنها مرحلة البناء والتعمير السريع، موضحاً أن الدولة شقّت الطرق من عدن إلى المهرة وسيئون، ومدّت الطرق الترابية إلى القرى والمناطق الزراعية، وشهدت البلاد نهضة شاملة تمثلت في إنشاء التعاونيات الزراعية والسمكية والاستهلاكية، وانتشار المدارس ومراكز محو الأمية، وإقامة الوحدات الصحية والمراكز الطبية، وتنفيذ مشاريع الكهرباء والمياه في الأرياف والمدن، إضافة إلى المشاريع الكبرى مثل كهرباء الخمس مدن (المكلا، الغيل، الشحر، الحامي، والديس الشرقية)، وإنشاء مصانع لتعليب وطحن الأسماك لدعم الاقتصاد الوطني.
ويؤكد الحامد الطابع الجماهيري لتلك المشاريع قائلاً: معظم مشاريع الدولة بُنيت بالمبادرات الجماهيرية الطوعية، إذ كان الحماس الشعبي منقطع النظير، وكانت روح المشاركة تملأ المدن والقرى على السواء.
مرتبط
الوسوم
ثورة 14 أكتوبر
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news