هل يسخر ابن صالح من ذاكرة الجنوبيين؟

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 70 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل يسخر ابن صالح من ذاكرة الجنوبيين؟

خرج علينا أحد أبناء رأس النظام السابق علي صالح ليحدثنا عن الثورة في الجنوب ومشروع الوحدة، وهو بذلك ـ كالعادة ـ يُشعر شعب الجنوب بالقرف والغثيان، ليستفز التاريخ من جديد، كأن من صادروا الوطن الجنوبي بالأمس يريدون اليوم إلقاء الدروس في الوطنية لشعب الجنوب.

إنها نكتة التاريخ حين يصبح الوريث السياسي لمرحلة النهب هو نفسه الخطيب الرسمي في مناسبةٍ جنوبية. في تصريح له بالأمس بمناسبة الذكرى الثانية والستين ليوم 14 أكتوبر، شطح أحمد علي عبدالله صالح وأخذ يتحدث بنبرة الباحث عن الحرية والكرامة والسيادة، وكأن والده لم يكن رأس النظام الذي دهس هذه القيم جميعًا باسم مشروع الوحدة، ولم يكن هو إحدى أدواته.

من الواضح أن الرجل لم يعرف عن الجنوب إلا عبر الروايات الرسمية، ولا عن مشروع الوحدة إلا بوصفه امتيازًا عائليًا يُورَّث من حقل نفط إلى آخر، تُتداول ملكيته بين عصابات الحاشية.

من المدهش أن يتحدث نجل صالح عن الكرامة الوطنية والحقوق، وهو الذي قضى سنوات شبابه متنقلًا بين العواصم بأموال الشعب، ولقد أسقط الجنوبيون نظام والده قبل أن يسقط في صنعاء. ففي حراكهم السلمي عام 2007 ونضالهم المدني، قالوا كلمتهم: لا لوصاية صنعاء، ولا لتهميش الجنوب، ولا لنهب ثرواته باسم مشروع الوحدة. فكانوا أول من دقّ المسمار الأول في نعش النظام الذي كان يربط الوطنية بالولاء لوالده، لا للوطن ذاته.

اليوم، عندما يذكر أحمد علي مدن الجنوب: ردفان، وعدن، والضالع، وأبين، فإن ذاكرة الجنوبيين تستدعي مشاهد جنود الحرس الجمهوري الذي كان يقوده، والدبابات التي أرسلها والده لقمعهم وسفك دمائهم. فأي مفارقة أن يتحدث ابن رأس النظام الذي حوّل الدولة إلى شركة عائلية عن مصيرٍ مشترك!

ذلك المصير المشترك في قاموس النظام العفاشي كان يعني التبعية لا الشراكة، والنهب لا العدالة، والسيطرة لا احترام الاختلاف. لقد كان الجنوب بالنسبة لذلك النظام غنيمة حرب تُدار بثقافة المنتصر. نُهبت الثروات الجنوبية، وسُرّحت الكفاءات من أبناء الجنوب، وحُوّلت مؤسسات الدولة إلى أطلالٍ تُعرض في متحف الذاكرة الجنوبية المريرة.

اليوم يحاول الابن نفض الغبار عن إرث أبيه الكارثي بخطابٍ مصقول ومحسّناتٍ لفظية، وكأن التمثيل الكوميدي البائس يمكن أن يرمم ذاكرة شعب الجنوب.

لا شك أن الجنوبيين يحترمون ذكرى 14 أكتوبر مهما كان الخلاف حولها، ويجلّون نضال شعبهم، لكنهم يعرفون تمامًا أن وطنهم لا يُستعاد عبر أبناء الطغاة، وأن الحقوق لا تُوهب من ورثة من سفك دماءهم، ولا تُرسم خططها في خطاباته.

الجنوب اليوم أكثر وعيًا من أن يُخدع بكلمات هزيلة من أبناء الأمس، وأكثر صلابةً من أن يسمح بإعادة تكرار يمننته من جديد تحت عناوين جديدة.

إن التاريخ، في نهاية الأمر، لا يعيد نفسه إلا إذا تجاهل الناس دروسه. والجنوبيون لا ينسون، وهم مدركون أنهم ليسوا من اليمن، ولا اليمن منهم. فهم من صنعوا الثورة الجنوبية للخلاص من مشروع الوحدة وآثار اليمننة، وهم من دفعوا ثمنها، وهم من قرروا أن لا يكون لعائلة علي صالح موطئُ قدم حتى في الذاكرة التي حفظت كل شيء حتى السخرية ذاتها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ترامب ينتقم لعيدروس الزبيدي! .. حادثة تهز العالم

المشهد اليمني | 641 قراءة 

عمدة نيويورك يستفز اليمنيين ويثير غضبهم بهذه العبارة

المشهد اليمني | 566 قراءة 

خطف ناشطة على تيك توك وإعدامها علانية على يد مسلحين

الوطن العدنية | 365 قراءة 

اعلان امريكي بشأن مصير اليمن!

نيوز لاين | 325 قراءة 

اليمن: العليمي يوجه بإعادة انتشار قوات الجيش في الساحل الغربي بعد احتكاكات محدودة

يمن فيوتشر | 289 قراءة 

الملك سلمان يدعو جميع المواطنين والمقيمين في السعودية لأمر هام الخميس المقبل

نافذة اليمن | 286 قراءة 

من هوالقائد الذي تسلم نقطة درع الوطن في الصبيحة عقب انسحابها منها ؟

يمن فويس | 251 قراءة 

تعرف على القائد الذي تسلم نقطة درع الوطن في الصبيحة عقب انسحابها منها

كريتر سكاي | 250 قراءة 

يمنية تتعرض للذبح بامريكا (تفاصيل)

نيوز لاين | 244 قراءة 

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

نيوز لاين | 230 قراءة