نزيف الصف الجمهوري وخطورة المكايدات السياسية والإعلامية
قبل 7 دقيقة
رغم خطورة المرحلة وتعقيد المشهد السياسي والعسكري والأمني الذي يعيشه اليمن، لا تزال بعض القيادات السياسية والإعلامية والحقوقية، إلى جانب عدد من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، تنتهج سياسة العداء وتغذي الخلافات بين المكونات الوطنية والقوى الجمهورية، غير آبهة بخطورة ما تقوم به على وحدة الصف الوطني، ولا بالظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، والتي تتطلب تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف في مواجهة المليشيا الحوثية واستعادة الدولة والجمهورية.
لقد تغيرت الموازين على الأرض وتبدلت ملامح المرحلة، ولم يعد هناك متسع للمكايدات أو لتغليب المصالح الضيقة والانتماءات الحزبية على حساب الوطن وأمنه واستقراره. ومع ذلك، لا تزال بعض الأطراف السياسية والإعلامية، التي اعتادت زرع الفتن وبث الكراهية، تمارس ذات الدور التخريبي، محولة أدواتها الإعلامية والإلكترونية إلى منصات لضرب الصف الجمهوري وعرقلة جهود التحرير وإضعاف الجبهة الداخلية التي تمثل خط الدفاع الأخير أمام المشروع الحوثي الكهنوتي.
إن استمرار هذه الممارسات العبثية لا يخدم سوى المليشيا الحوثية، التي تتغذى على الانقسامات في صفوف القوى المناهضة لها، وتراهن على إطالة أمد الحرب من خلال تفتيت الجبهة الجمهورية وتشويه رموزها. وفي هذا السياق، لا يمكن التغاضي عن الأدوار السلبية لبعض الشخصيات المعروفة، ومنها على سبيل المثال البرلماني حميد الأحمر، والنائب علي المعمري، والناشطة توكل كرمان، وأنيس منصور، الذين ما زالوا ينفخون في نار الخلاف ويدفعون نحو المزيد من التشرذم والانقسام من خلال تصريحاتهم ومواقفهم التحريضية.
كما تلعب بعض القنوات الفضائية مثل قناتي «بلقيس» و«المهرية» وبعض المواقع الإلكترونية مثل «تعز تايم» و«أخبار تعز» دورًا مقلقًا في هذا الإطار، إذ تتناول القضايا الوطنية بمنهج عدائي ومواقف منحازة تفتقر إلى المهنية والموضوعية، وتتنافى مع أبسط القيم الوطنية والإعلامية. إن هذا التناول المسموم للأحداث لا يهدف سوى إلى تشويه الواقع وإضعاف الروح المعنوية لدى الشارع الوطني وتحويل وجهة المعركة عن هدفها الأساسي المتمثل في دحر المليشيا الحوثية واستعادة الدولة.
الوطن اليوم يمر بمرحلة حرجة تستوجب من جميع أبنائه، وبالذات من القيادات السياسية والإعلامية، الارتقاء إلى مستوى التحديات والتخلي عن الحسابات الضيقة، وإعادة توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي الذي يهدد حاضر اليمن ومستقبله. ولم يعد مقبولًا أن تستمر هذه القيادات والمنابر الإعلامية في شق الصف الجمهوري بينما تتوسع جراح الوطن وتتضاعف معاناة الشعب.
ندعو تلك القيادات ومن يسير على نهجها إلى وقفة ضمير ومراجعة صادقة لمواقفهم وسياساتهم، والتخلي عن أي ارتباطات أو أجندات خارجية تتقاطع مع المشروع الوطني، والعودة إلى حضن الصف الجمهوري وتوحيد الجهود من أجل المعركة الجمهورية الكبرى ضد المليشيات الحوثية ومشروعها الظلامي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news