الرئيس السوري “أحمد الشرع” من موسكو: تربطنا بروسيا علاقة تاريخية ونحترم كل ما مضى من اتفاقيات

قال الرئيس السوري "أحمد الشرع"، الأربعاء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2025م، خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بالعاصمة موسكو، إن سوريا وروسيا تربطها علاقات تاريخية، مؤكدًا احترامه لكل الاتفاقيات الماضية بين البلدين. 

وشدد الرئيس الشرع خلال أول لقاء له بالرئيس الروسي منذ سقوط نظام الأسد، على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مشيرًا إلى أن سوريا تمر اليوم بمرحلة جديدة تسعى من خلالها إلى إعادة بناء علاقاتها السياسية والاستراتيجية مع الدول الإقليمية والعالمية، وعلى رأسها روسيا الاتحادية. 

وأضاف: إن البلدين تربطهما علاقات تاريخية طويلة، إلى جانب علاقات ثنائية ومصالح مشتركة في مجالات عدة، منها قطاع الطاقة في سوريا الذي يعتمد في جزء كبير منه على الخبرات الروسية، وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية.

وأشار الشرع إلى أن سوريا تحترم كل ما مضى من اتفاقيات، وتحاول أن تعيد بشكل جديد طبيعة هذه العلاقات على أن يكون هناك استقلال للحالة السورية والسيادة الوطنية، مؤكدًا أن سلامة ووحدة أراضي سوريا واستقرارها الأمني مرتبطة بالاستقرار الإقليمي والعالمي.

علاقة متينة 

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لم تكن يومًا تضع مصالح ضيقة أو الحالة السياسية الراهنة في حساباتها تجاه سوريا، مؤكدًا أن العلاقات بين روسيا وسوريا تمتد لأكثر من 80 عامًا، وهي علاقات صداقة متينة تأسست في مرحلة حساسة خلال الاتحاد السوفييتي عام 1941. 

وأضاف بوتين أن العلاقات الاجتماعية والتاريخية العميقة بين الشعبين، وإلى وجود أكثر من 4 آلاف سوري يتلقون علومًا في الجامعات والمعاهد الروسية، معربًا عن أمله في أن يسهم هؤلاء في تنمية الدولة السورية مستقبلًا. 

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لم يكن لها أي علاقات مع سوريا مرتبطة بظروفها السياسية أو المصالح الخاصة على مدى هذه العقود، بل كان هدفها دائمًا هو مصلحة الشعب السوري. 

ولفت إلى أن نجاح انتخابات مجلس الشعب التي جرت في سوريا في الخامس من الشهر الجاري، نجاح كبير لأنه يؤدي إلى تكاتف المجتمع رغم الظروف الحساسة التي تمر بها سوريا، وخطوات مهمة جدًا تصب في مصلحة وتماسك الدولة. 

وشدد الرئيس السوري على أهمية استئناف أعمال اللجنة الحكومية المشتركة الروسية-السورية التي انطلقت عام 1993، وتضم وفدًا واسع التمثيل واستأنفت نشاطها برئاسة ألكساندر نوفاك نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي. 

وقال: “هناك كثير من الأفكار المهمة تم تحديدها، ونحن سنبذل قصارى جهدنا من أجل تنفيذها وترجمتها إلى أرض الواقع، وبطبيعة الحال اتفقنا على تنظيم المشاورات المنتظمة بين وزارتي الخارجية في بلدينا”. 

إعمار سوريا 

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا وسوريا اتفقتا على عقد اجتماع للجنة حكومية مشتركة في المستقبل القريب، قائلاً: "سوريا بحاجة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية، وأن روسيا قادرة على تقديم الدعم في هذا الصدد". 

وأضاف نوفاك في تصريح صحفي عقب انتهاء لقاء الرئيس السوري مع بوتين: "بشكل عام، لدينا تفاهم مشترك على أن سوريا بحاجة حاليًا إلى إعادة الإعمار. لديها الكثير من البنى التحتية المدمرة، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية والنقل". 

وأشار إلى أن الجانبين ناقشا مشاريع محددة في مجالات الطاقة والنقل وتطوير السياحة والرعاية الصحية والمجالات الثقافية والإنسانية، مبدياً استعداد روسيا لتقديم الدعم والمشاركة في إعادة إعمار سوريا. 

وأكد نائب الرئيس أن مسألة إرسال إمدادات إنسانية إلى سوريا قد نوقشت خلال المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس السوري أحمد الشرع في الكرملين. 

ورافق الرئيس الشرع في زيارته إلى موسكو وزيرا الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، والدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، والأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع. 

وهذه هي الزيارة الأولى للرئيس أحمد الشرع إلى روسيا، وسبقتها زيارة لوزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في تموز الماضي إلى موسكو، حيث التقى خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف، كما استقبل الرئيس الشرع في أيلول الماضي في قصر الشعب بدمشق وفدًا روسيًا رفيع المستوى. 

المصدر: وكالات