في حلقة اليوم من سلسلة اللقاءات التي أجراها “يمن ديلي نيوز” مع شخصيات شاركت في ثورة 14 أكتوبر المجيدة، تستعيد المناضلة نادية محمد قائد الأغبري ذكرياتها ومشوارها النضالي الذي انطلق منذ نعومة أظافرها في مدينة عدن، إبّان سنوات الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.
نادية الأغبري من مواليد عدن في عام 1953، مشهورة باسمها التنظيمي ناديه حبشبي.
تقول إنها انخرطت في العمل الوطني مبكراً أثناء دراستها في مدرسة البنات، حيث دفعها وعيها المبكر وإيمانها بقضية التحرر الوطني إلى الانضمام عام 1966م إلى اتحاد الطلبة الوطني اليمني، لتبدأ رحلتها ضمن صفوف الحركة الطلابية والفدائية في عدن.
وبعد الاستقلال، واصلت الأغبري مسيرتها التنظيمية والنقابية، فعملت داخل اتحاد نساء اليمن منذ عام 1970م، وتدرّجت في المسؤوليات حتى أصبحت عضواً في المجلس المركزي وأمينةً عامة لاتحاد نساء اليمن – عدن.
كما أسهمت في تأسيس نقابة مساعدة شركات النفط والرقابة الشعبية، وتولت مسؤولية الرقابة والتفتيش المالي في الاتحاد بين عامي 1979 و1986.
وكانت الأغبري عضواً في الحزب الاشتراكي اليمني حتى عام 1984م، حيث تم فصلها عقب أحداث 1986، كونها من أتباع رئيسة اتحاد نساء اليمن في عدن فتحيه محمد عبدالله.
كما أن نادية الأغبري – كما تقول عن نفسها – من مؤسسي اتحاد الشباب اليمني الديمقراطي عام 1973م، ونالت ميدالية التأسيس تقديراً لدورها الوطني والنضالي في خدمة قضايا المرأة والوطن.
تسرد “الأغبري” لـ “يمن ديلي نيوز” تفاصيل مشاركتها الميدانية خلال فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، قائلة: كنا نعمل بوعي وشجاعة لحماية الفدائيين وتأمين تحركاتهم، وكنتُ أراقب الشوارع لتفادي أعين جنود الاستعمار، وأشارك في نشر المنشورات الثورية، وإشعال الإطارات قرب المدارس، وتنظيم الاعتصامات الطلابية احتجاجاً على اعتقال زملائنا.
وتضيف: تجاوزنا تلك المرحلة الصعبة بشرفٍ وإرادةٍ صلبة حتى تحققت أهداف الثورة في 30 نوفمبر، وكان النصر ثمرة لتضحيات جيلٍ آمن بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع.
تصف الأغبري نفسها بأنها من الرعيل الثالث لثورة 14 أكتوبر، وتستعيد بعضاً من صور البطولة النسائية التي عاصرتها قائلة: كنت من القيادات الطلابية خلال فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني من خلال انضمامي إلى الاتحاد الوطني لطلبة اليمن عام 1966م، وقد كانت بيننا مناضلات فدائيات جسّدن أروع صور الشجاعة والتضحية، منهن الفدائية الراحلة نجوى مكاوي، التي خاضت بطولات خالدة، إذ امتطت دبابة بريطانية قُتل أفرادها في انتفاضة مدينة كريتر في 20 يونيو 1967م، وجابت بها شوارع المدينة تحثّ أصحاب المطاعم والأفران والبقالات على فتح متاجرهم لتقديم الخدمات للشعب وتوفير الطعام للثوار.
في حديثها لـ “يمن ديلي نيوز” تشكل المناضلة نادية الاغبري معاناة مناضلات ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وأنهن يعانين من تجاهلٍ حقوقي ومعيشي رغم ما قدمنه من تضحيات.
وقالت بأَسًى: هناك العديد من مناضلات الثورة اليمنية يحتجن إلى رعاية صحية واجتماعية تليق بما قدمنه للوطن، فهؤلاء النساء كنَّ سباقاتٍ في العمل النضالي على مستوى الجزيرة والخليج، وتحقيق النصر والاستقلال الوطني عام 1967م.
في ختام حديثها شددت المناضلة الأغبري على ضرورة إيصال ندائها لـ “القائد الفذ عيدروس الزبيدي بإعطاء توجيهاته بصرف حوافز مالية لجميع المناضلات اللائي تم تكريمهن من قبله بعد تهميشهن، أسوة بجميع مناضلي الدولة في محافظة عدن.
مرتبط
الوسوم
نادية الأغبري
الاحتلال البريطاني
ثورة 14 أكتوبر
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news