قمة شرم … تجاهل المأساة وتبييض الجريمة !

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قمة شرم … تجاهل المأساة وتبييض الجريمة !

منذ الأمس وأنا أتذكّر مشهد قمة شرم الشيخ، ولم أستطع فهم واستيعاب ما جرى فيها؛ وربما الحاضرون لا يعلمون سبب مجيئهم، كانت غريبة إلى حدٍّ يصعب تفسيره.

بدت وكأنها مشهد مقتطع من فيلم الزعيم لعادل إمام، حيث تتداخل المجاملات الزائفة مع المواقف الهزلية في إطارٍ يُفترض أنه جاد ورسمي.

الأغرب هو وقوف ترامب بمفرده بينما يتوالى القادة للسلام عليه واحدًا تلو الآخر، مع أنه ضيف مثل سائر الحضور.

في المقابل، بدا المضيف الرسمي في حالة من التواضع المفرط حد الارتباك، تاركاً الحضور الأمريكي ليطغى على المشهد.

ظهر المجرم ترامب يوزّع الابتسامات والمديح على الحاضرين، ويتلوا أسماءهم من ورقة، ويسخر من بعض الزعماء بأسلوب يجمع بين المزاح والتعالي.

أسلوب ترامب الاستعراضي والشخصي كسر القواعد المتعارف عليها، مما أربك الحضور وفرض إسهابه وثرثرته على الحدث.

أما مديحه المتكرر لعائلته ووزرائه في كلماته فيعكس طبيعته التي تميل إلى الاستعراض الذاتي، وكأنه يعيش في حملة انتخابية دائمة حتى وهو في مؤتمرات القمم.

لكن ما هو أخطر من المظهر البروتوكولي هو ما غاب عن القمة من مضمون مهم للغاية.

فقد غاب الحديث الجاد عن إعمار غزة وضرورة التعجيل به، باستثناء كلمات مقتضبة من الرئيس المصري. كما غاب النقاش حول المأساة الإنسانية الكبرى التي عاشها أبناء غزة، وهي مأساة لن تزول آثارها في عشرات السنين.

لم يُطرح أيضًا ملف الأسرى الفلسطينيين المتبقين في سجون العدو، والذين كانوا أحد أبرز أسباب انفجار السابع من أكتوبر، ولم يُناقش موقعهم في أي تسوية قادمة رغم أهميته المحورية.

والأسوأ من ذلك هو عودة الحديث عن اتفاقيات أبراهام، وتنميق تجربة التطبيع والتسويق لها، وكأن ما جرى في غزة لم يكن جريمة إبادة جماعية لم تجف دماء شهدائها ولم ينتشلوهم من تحت الأنقاض.

فإعادة تفعيل تلك الاتفاقيات بعد كل ما حدث لا تعني سوى طمس جرائم العدو الإسرائيلي وشرعنتها، وتبييض الجريمة، وتجميل الفعل الوحشي، وتحويل صفحة الدم إلى وثيقة «سلام»، يكافأ فيها المجرم بدل أن يحاسب.

بهذا الشكل، خرجت القمة – في نظر كثيرين- عن طابعها الرسمي، لتبدو أقرب إلى استعراض سياسي منها إلى لقاء دولي جاد.

غير أن ما وراء هذا المشهد أعمق من مجرد خلل في البروتوكول؛ إنه اختلال ميزان العلاقات الدولية في المنطقة، حيث باتت دول منطقتنا تتعامل مع أمريكا من موقع التبعية لا الندية.

أما الحضور العربي في مثل هذه المحافل فقد تحوّل إلى دور رمزي لا فاعل، بينما تُدار خيوط اللعبة من إسرائيل، في تداخل بين النفوذ السياسي والاستعراض الإعلامي.

وفي النهاية، لم يكن مشهد شرم الشيخ مجرد لقطة عابرة، بل صورة مكثفة لواقع السياسة في عالمٍ يميل فيه الضوء نحو الأقوى لا نحو الأجدر، ويُكرَّم فيه المعتدي بينما يُترك الضحية وحيدًا في العراء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل جديدة بشأن القتلى الحوثيين إلى جانب القيادي ‘‘الغماري’’ (الأسماء)

المشهد اليمني | 832 قراءة 

صنعاء على صفيح ساخن وهذه اخر التطورات

كريتر سكاي | 620 قراءة 

مصادر لـ(نافذة اليمن): رئيس الوزراء بن بريك يرفض العودة إلى عدن ويهدد بالاستقالة

نافذة اليمن | 588 قراءة 

الحوثيون يحولون مبنى بجامعة خاصة في صنعاء إلى غرفة عمليات عسكرية

حشد نت | 540 قراءة 

المزارعون تحت وطأة الابتزاز الحوثي مع اقتراب موسم الحصاد 2025 (وثيقة)

حشد نت | 530 قراءة 

من عدن … الرئيس العليمي يحذر…!

عناوين بوست | 529 قراءة 

بروفايل | ابن الشطرين وبطل الثورتين.. من هو الجمهوري العتيد اللواء أحمد صالح الصوفي؟

بران برس | 501 قراءة 

بن سلمان يخرج عن صمته ويكشف موقفه من اغتـ.ـيال رئيس هيئة الأركان الحـ.ـوثية في صنعاء

صوت العاصمة | 437 قراءة 

عاجل: انفجار ثانٍ وشيك في ناقلة الغاز ”فالكون” بعد هجوم في خليج عدن… وكشف مصير عشرات البحارة

المشهد اليمني | 429 قراءة 

اصابة نجل ابوحيدر العولقي بلدغة سمكة في عدن

كريتر سكاي | 422 قراءة