في واقعة أثارت صدمةً واسعة واستنكارًا مجتمعيًّا عارمًا، عُثر صباح أمس على رضيعة لا يتجاوز عمرها بضعة أيام مُلقاة وحيدة في منطقة مكشوفة بقرية الخداد بمحافظة لحج، في مشهدٍ يختزل أقصى درجات القسوة وانعدام الرحمة.
الرضيعة، التي خرجت حديثًا إلى الحياة بحثًا عن دفء الحضن وحنان الأم، وُجدت متروكةً بلا غطاءٍ يقيها برد الليل ولا زادٍ يُبقي على نبضها الضعيف، لتُصبح ضحيةً جديدة لسلسلةٍ متصاعدة من حالات الإهمال والتخلي التي باتت تهدّد النسيج الأخلاقي للمجتمع.
وبحسب شهود عيان، فقد اكتشف أحد المارة الطفلة عند الفجر، وهي تبكي بصوتٍ خافت، فسارع إلى إبلاغ الأهالي، الذين تجمهروا حول المكان مصدومين، محاولين تقديم المساعدة العاجلة قبل نقلها إلى أقرب مركز صحي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
الحادثة أثارت موجة غضبٍ عارمة بين سكان القرية والمناطق المجاورة، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم من تكرار مثل هذه الوقائع التي تُظهر "انهيارًا في القيم" و"غيابًا مقلقًا للضمير الإنساني والديني". وقال أحد وجهاء القرية: "بأي ذنبٍ تُرمى هذه النفس البريئة؟ من أين أتى هذا القلب القاسي الذي لا يخاف الله في مخلوقٍ صغيرٍ لم يذنب؟".
وطالب مواطنون الجهات المختصة بالتحقيق العاجل في الحادثة، وتحديد هوية الأم أو الجناة، مشددين على ضرورة تفعيل آليات الحماية الاجتماعية والرقابة المجتمعية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدّد مستقبل الأجيال وتُهين كرامة الإنسان.
في الأثناء، تتلقى الرضيعة الرعاية اللازمة في أحد المراكز الصحية، بينما تبقى قضيتها شاهدًا صامتًا على مأساةٍ إنسانية تحتاج إلى وقفةٍ جماعية — لا فقط من الأجهزة الأمنية، بل من كل فردٍ في المجتمع — لوقف نزيف الضمير وحماية الأبرياء من وحشية الإهمال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news