أبي… الفدائي الذي خبأ الحلم في صندوق دراجته

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 120 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أبي… الفدائي الذي خبأ الحلم في صندوق دراجته

كل عام يعود تشرين محملًا بالحرية، ليطرق أبواب الذاكرة ويوقظ فينا وهج الحلم الأول…

يذكرنا بأن الرابع عشر من أكتوبر لم يكن يومًا عابرًا، بل لحظة فاصلة حلم بها رجال نذروا حياتهم من أجل وطن حرٍّ كريم.

اثنان وستون عامًا مضت على ثورة الرابع عشر من أكتوبر، أكثر من نصف قرن على الحلم الذي أراده الآباء بوابة لغد أجمل… غير أن القهر ما زال سائداً، والواقع تخيّم عليه غيوم النكران.

هذا الصباح، أتأمل وجه أبي وأتوشّح بملامح الفدائي الأكتوبري، ذاك الثائر الذي لا ينكسر.

كان أبي من أولئك الذين آمنوا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع…

في الصباح يعمل في محله الصغير لبيع الدراجات الهوائية، وفي المساء يوزع المنشورات ويدعم رفاقه في مهمات الثورة سرًا.

أخبرني أحد رفاقه أن أبي كان يخفي في صندوق الدراجة منشورات الثورة، وأحيانًا السلاح، ويضع فوقها أسماكًا غير طازجة لتجنب التفتيش عند نقاط الجنود البريطانيين، وما إن يشمّ الجنود الرائحة الكريهة حتى يأمروا بعبوره دون تفتيش. كان يدرك أن التفتيش يعني الموت أو الاعتقال، فابتكر حيلته هذه التي تؤكد عبقرية المقاتل الفطري ودهاء شعب قاوم الإمبراطورية العظمى بأدوات متواضعة وإرادة لا تُقهر.

لم يحدثنا أبي عن تفاصيل نضاله، لأنه كان يرى ما قام به واجبًا مقدسًا لا يستحق الفخر، ولا ينتظر عليه جزاء، وربما لأنه كان يدرك أن الأوطان غير المكتملة لا تحتمل حكايات الأبطال، وأن الصمت أحيانًا أبلغ من أي مدح.

رحل أبي، وترك لنا سيرته البيضاء، وشهادات رفاقه الذين وصفوه بالفدائي الشجاع… بقي اسمه في ذاكرة القلة الذين عرفوه، أما الدولة فلم تعد تعرفه.

ذلك المبلغ الزهيد الذي كانت تصرفه هيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين كان يستلمه أحد رفاقه، ومنذ سنوات لا نعرف مصيره.

فأين رواتب أبي؟ من يجيب اليوم في ذكرى أكتوبر؟

إن جوهر الثورة وعد بالكرامة والحرية والعدل… لكن حين تتنكر الدولة لأولئك الذين ضحّوا بحياتهم لأجلها، تتحول الثورة من وعد إلى جرح مفتوح… ويصبح السؤال عن جدواها مشروعًا!

لذا سأكابر هنا وأخاطب أبي… سأستدعي روحه من عليائها لأناجيه وأحتفي به اليوم، كرمز لجيل آمن بأن الثورة طريق إلى الكرامة لا إلى السلطة أو المال.

غفرانك يا أبي، لقد منحت وطنك ما استطعت، وتركت لنا ميراثًا من الكبرياء لا يزول.

سلامٌ عليك أيها الثائر الأبي، وسلامٌ على رفاقك الأفذاذ…

وكل عام وأنتم ثورة مجيدة تشتعل فينا أبدًا. شعلة لا تنطفئ.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي رئيسا للجمهورية اليمنية المعترف بها دوليا

مراقبون برس | 507 قراءة 

مصادر في تعز تتحدث لـ“برّان برس” عن انشقاق قيادي عسكري من صفوف الحوثيين وتروي تفاصيل خلافه مع الجماعة

بران برس | 480 قراءة 

حزمة قرارات رئاسية بتغييرات وزارية وعسكرية في اليمن

مراقبون برس | 458 قراءة 

إحباط عملية تهريب في مطار عدن: ضبط طرد يحتوي على مفاجأة ضخمة والقبض على شخصين

نيوز لاين | 368 قراءة 

”من أجل سلامته وكرامته… مواطن في إب يضطر لبيع عمارة فاخرة هربًا من جاره وبرج اتصالات!”

المشهد اليمني | 364 قراءة 

محافظة يمنية مهملة تغرق بالنفط ولم يتم التنقيب فيها وتم اكتشافه قبل أكثر من مائة عام .. تفاصيل

يمن فويس | 361 قراءة 

طارق صالح يطلق هذا التحذير الهام بعد حراك سياسي مع السفراء !

يمن فويس | 310 قراءة 

مأساة في صعدة.. شاب يف جّر نفسه بجوار قبر حبيبته بعد أن رفض أهلها تزويجه بها

كريتر سكاي | 305 قراءة 

هؤلاء المسؤوليين يقهرون ملايين اليمنيين بعمل خسيس وصادم

نيوز لاين | 277 قراءة 

موعد مباراة العراق ضد الإمارات في مواجهة مصيرية لملحق كأس العالم 2026

عدن نيوز | 242 قراءة