أبي… الفدائي الذي خبأ الحلم في صندوق دراجته

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 149 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أبي… الفدائي الذي خبأ الحلم في صندوق دراجته

كل عام يعود تشرين محملًا بالحرية، ليطرق أبواب الذاكرة ويوقظ فينا وهج الحلم الأول…

يذكرنا بأن الرابع عشر من أكتوبر لم يكن يومًا عابرًا، بل لحظة فاصلة حلم بها رجال نذروا حياتهم من أجل وطن حرٍّ كريم.

اثنان وستون عامًا مضت على ثورة الرابع عشر من أكتوبر، أكثر من نصف قرن على الحلم الذي أراده الآباء بوابة لغد أجمل… غير أن القهر ما زال سائداً، والواقع تخيّم عليه غيوم النكران.

هذا الصباح، أتأمل وجه أبي وأتوشّح بملامح الفدائي الأكتوبري، ذاك الثائر الذي لا ينكسر.

كان أبي من أولئك الذين آمنوا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع…

في الصباح يعمل في محله الصغير لبيع الدراجات الهوائية، وفي المساء يوزع المنشورات ويدعم رفاقه في مهمات الثورة سرًا.

أخبرني أحد رفاقه أن أبي كان يخفي في صندوق الدراجة منشورات الثورة، وأحيانًا السلاح، ويضع فوقها أسماكًا غير طازجة لتجنب التفتيش عند نقاط الجنود البريطانيين، وما إن يشمّ الجنود الرائحة الكريهة حتى يأمروا بعبوره دون تفتيش. كان يدرك أن التفتيش يعني الموت أو الاعتقال، فابتكر حيلته هذه التي تؤكد عبقرية المقاتل الفطري ودهاء شعب قاوم الإمبراطورية العظمى بأدوات متواضعة وإرادة لا تُقهر.

لم يحدثنا أبي عن تفاصيل نضاله، لأنه كان يرى ما قام به واجبًا مقدسًا لا يستحق الفخر، ولا ينتظر عليه جزاء، وربما لأنه كان يدرك أن الأوطان غير المكتملة لا تحتمل حكايات الأبطال، وأن الصمت أحيانًا أبلغ من أي مدح.

رحل أبي، وترك لنا سيرته البيضاء، وشهادات رفاقه الذين وصفوه بالفدائي الشجاع… بقي اسمه في ذاكرة القلة الذين عرفوه، أما الدولة فلم تعد تعرفه.

ذلك المبلغ الزهيد الذي كانت تصرفه هيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين كان يستلمه أحد رفاقه، ومنذ سنوات لا نعرف مصيره.

فأين رواتب أبي؟ من يجيب اليوم في ذكرى أكتوبر؟

إن جوهر الثورة وعد بالكرامة والحرية والعدل… لكن حين تتنكر الدولة لأولئك الذين ضحّوا بحياتهم لأجلها، تتحول الثورة من وعد إلى جرح مفتوح… ويصبح السؤال عن جدواها مشروعًا!

لذا سأكابر هنا وأخاطب أبي… سأستدعي روحه من عليائها لأناجيه وأحتفي به اليوم، كرمز لجيل آمن بأن الثورة طريق إلى الكرامة لا إلى السلطة أو المال.

غفرانك يا أبي، لقد منحت وطنك ما استطعت، وتركت لنا ميراثًا من الكبرياء لا يزول.

سلامٌ عليك أيها الثائر الأبي، وسلامٌ على رفاقك الأفذاذ…

وكل عام وأنتم ثورة مجيدة تشتعل فينا أبدًا. شعلة لا تنطفئ.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اختفى طفل يمني 3 ساعات في مستشفى حكومي.. المفاجأة الصادمة عند العثور عليه!

نيوز لاين | 479 قراءة 

الرئيس الراحل علي صالح يظهر في صورة نادرة مع شخصيات يمنية بارزة ومعهم طارق

يمن فويس | 368 قراءة 

مدارس أمريكية تستبعد ناشط يمني مثلي بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل

نيوز لاين | 283 قراءة 

جدل واسع عقب تسريب فيديو لامجد خالد ماذا يحدث؟

كريتر سكاي | 271 قراءة 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يعزي الملك سلمان

يمن فويس | 268 قراءة 

تعرض الحو ثيين بصنعاء لضربة حاسمة غير متوقعة

كريتر سكاي | 268 قراءة 

شاحنة تصعد إلى سطح منزل في إب نتيجة السرعة الزائدة .. ونجاة السكان بأعجوبة (صورة)

المشهد اليمني | 242 قراءة 

مجند حوثي يغتصب فتاة تحت تهديد السلاح ويجبرها على الحمل والولادة وهذا ما فعلته المليشيات بالمولود

المشهد اليمني | 235 قراءة 

السلطات السعودية تعتقل مسؤول يمني في منزله بالرياض لهذا السبب

بوابتي | 225 قراءة 

صحيفة تكشف عن خطة سعودية جديدة لتسويات في اليمن ولبنان والعراق

يمن فويس | 211 قراءة