تعرف على المناضلة دُعرة ودورها النضالي في ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 149 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تعرف على المناضلة دُعرة ودورها النضالي في ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر

دُعرة واسمها عند الولادة مريم سعيد عباد لعضب، ولدت في العام 1928م بمنطقة شعب الديوان بمديرية ردفان في محافظة لحج، تنتمي لأسرة فقيرة، ولها شقيقان وشقيقتان.

دعرة هي البكر لوالدها الذي توفي عام 1957م، وألقى بمسؤولية الأسرة على عاتقها مبكرًا، فخرجت للعمل الصعب، فعملت في فلاحة الأرض، وفي تجارة الفحم بهدف توفير سبل العيش لأسرتها.

ومن بين الظروف الصعبة تكونت شخصية دعرة الثائرة المتمردة على واقعها الصعب البائس، ومثل العام 1940م البداية الأولى لحمل المناضلة دعرة السلاح، حيث شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن أبيها الذي ما أن أدرك فطنتها وإيمانها بالمقاومة سبيلًا للتخلّص من الواقع الاستعماري حتى أعانها وشجّعها، بل إنه اشترى لها بندقية من نوع "فرنساوي" لإذكاء الروح الوثابة للشابة دعرة لإتمام غايتها ومرادها.

وبعدها جاءت مشاركتها في انتفاضة ردفان عام 1956م واستطاعت إسقاط طائرة مروحية تابعة للقوات البريطانية في منطقة الحبيلين، وتم اعتقالها عقب الانتفاضة، ولكنها تمكنت من الهروب من المعتقل.

وفي جبال ردفان وشعابها كذلك ظهر دور دعرة الفاعل، ومشاركتها الإيجابية في الثورة في العديد من المواجهات مع قوات المستعمر البريطاني، في فترة ما قبل ثورة 14 أكتوبر.

وعند قيام ثورة سبتمبر 1962م، كانت دُعرة ضمن طلائع أبناء ردفان الذين هبّوا لتلبية نداء الواجب للدفاع عن الثورة وتثبيت النظام الجمهوري في شمال اليمن، قاطعة المسافات الطويلة سيرًا على الأقدام من ردفان مرورًا بتعز حتى جبال المحابشة، وهناك شاركت دعرة في العديد من المعارك ضد القوى الملكية، وأبرزها معركة (بلاد بني هجر)، كما شاركت في الدفاع عن صنعاء أثناء حصار السبعين، شانها شأن مناضلي جنوب اليمن الذين هبوا من كافة مناطق جنوب اليمن للدفاع عن النظام الجمهوري في شمال اليمن، واستشهد منهم العشرات وأصيب المئات في مختلف المناطق الشمالية.

وفي سيرة أيام القتال والنضال في الدفاع عن ثورة سبتمبر تعزز لدى دعرة الشعور بضرورة مواصلة الثورة والتخلص من الاستعمار وتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني.

عادت دعرة من تعز ومعها المئات من المناضلين من أبناء ردفان، وفي مقدمتهم المناضل راجح بن غالب لبوزة، بعد أن أبلوا بلاءً حسنًا في ضرب القوى الملكية، وكان إيمانهم الأكيد بأن انتصار ثورة سبتمبر وتثبيت النظام الجمهوري سيمثل السند الاستراتيجي لدعم قيام ثورة جنوب اليمن، وسيدعم الثوار بكل الإمكانيات والمقومات التي ستعتمد عليه الثورة، في انتهاج الكفاح المسلّح ضد التواجد العسكري البريطاني، ليس في ردفان وحدها بل في كل مناطق جنوب اليمن المحتَّل.

وكانت هناك مجاميع تتدرب في معسكر صالة بتعز الخاص بقوات المظلات المصرية، تلك المجاميع جاءت من ردفان والحواشب والضالع والصبيحة وأبين وعدن، كلهم جمعهم هدف واحد وهو الإعداد لتفجير ثورة جنوب اليمن المحتَّل.

وما إن اندلعت ثورة 14 أكتوبر 1963م إلّا وكانت المناضلة دعرة في الصفوف الأولى للثوّار في ذلك اليوم، الذي سجله التاريخ كبداية لثورة شعب جنوب اليمن، تلك الثورة التي تواصلت على مدى أربع سنوات من النضال المرير وامتد لهيبها إلى كافة مناطق جنوب اليمن، ولم تتوقف إلّا عند رحيل آخر جندي بريطاني وإعلان الاستقلال يوم 30 من نوفمبر 1967.

ومنذ اللحظات الأولى لاشتعال ثورة 14 أكتوبر برز دور المناضلة دعرة، وكان دورًا متميزًا منذ تلك المعركة الأولى التي قُتِل فيها المناضل راجح بن غالب لبوزة، كما شاركت في معارك أخرى في وادي بناء وحردبة والربوة والحبيلين والملاح وبله، وفي المعركة الأخيرة تعرضت دعرة لإصابة موجعة، إلّا أن إصابتها لم تثنها عن مواصلة القتال ضد الجنود الإنجليز، بل زادتها صلابة وإصرارًا في مواصلة القتال حتى تحقيق الهدف الذي نذرت حياتها من أجله وهو تحقيق الحرية ونيل الاستقلال لشعب جنوب اليمن.

تردد اسم دعرة في الصحافة العربية والعالمية التي أشادت بالدور البطولي لهذه المرأة التي وصفوها بـ"الأسطورة"، وعند سفرها إلى الجمهوريّة العربية المتحدة إلى القاهرة كان اسمها قد سبقها عبر الصحف المصرية للتعريف بدورها النضالي المتميز في القتال دفاعًا عن ثورة سبتمبر وإسهامها الفعال منذ اليوم الأول لثورة 14 أكتوبر، فعرفها الشعب العربي قبل وصولها إلى مصر.

عرف الشعب بقدوم هذه المناضلة القادمة من جبال ردفان، وحظيت المناضلة دعرة بالترحاب والاستقبال والحفاوة من قطاعات الشعب العربي، الداعم والمساعد للثورة اليمنية، كما حظيت بمقابلة الزعيم العربي الرئيس جمال عبدالناصر، الذي سعد بمقابلتها وكرمها ومنحها رتبة ملازم أوّل، ضمن عدد من رفاقها من جبهة التحرير ممن تلقوا تدريبهم في مصر.

توفيت المناضلة دعرة في 15 أغسطس عام 2002م إثر مرض عضال في منزلها بمدينة الشعب في عدن، ودفنت في مقبرة الحمراء بالجدعاء بردفان.

- مصدر: محطات نضالية أفضت إلى الـ30 من نوفمبر 1967م (5).. المناضلة/ مريم سعيد عباد (دُعرة)، علي راوح، 2017، صحيفة الأيام. (بتصرّف)

#اكتوبر_موعدنا_حضرموت_والضالع

#مـنـصـة_الأمـيـن_الإعـلامـيـة

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رسميًا.. الجيش اليمني يعلن عن ”انقلاب عسكري” جديد على الشرعية

المشهد اليمني | 1136 قراءة 

أول رد من سلطنة عمان على تصريحات عيدروس الزبيدي: صرفيت ليست فكرة في خطاب بل أرض عُمانية ذات سيادة كاملة ولن نقبل أي تطاول من الانتقالي.. عاجل

مأرب برس | 935 قراءة 

إبلاغ الانتقالي باحتمالية غارات جوية سعودية مباشرة إذا لم ينسحب من حضرموت و 20 ألف جندي جاهز لدحره

المشهد اليمني | 734 قراءة 

مكتب الرئاسة يصدر بيانًا حول الزبيدي.. وهذا أبرز ما ورد فيه

نيوز لاين | 675 قراءة 

موقف أمريكي إماراتي مشترك يحدد ملامح المرحلة القادمة في اليمن

نيوز لاين | 645 قراءة 

صور مسربة تكشف انتشار أسلحة على الحدود اليمن.. تفاصيل

موقع الأول | 445 قراءة 

توقعات بإستهداف يطال هذه المناطق اليمنية خلال الساعات القليلة القادمة ودعوة للمواطنين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر

نيوز لاين | 399 قراءة 

شاهد| المجلس الانتقالي يفتح خزائن اليمن للولايات المتحدة

يمن إيكو | 359 قراءة 

خطوة سياسية بارزة للعليمي من قلب حضرموت

نيوز لاين | 348 قراءة 

خارطة انتشار جديدة.. قوات (درع الوطن) تواصل انتشار قوات درع الوطن بحضرموت (صور)

موقع الأول | 335 قراءة