عصابة الحوثي بعد انتهاء المتاجرة بدماء أبناء غزة.. هستيريا البقاء
بعد عامين من المتاجرة العلنية بدماء أبناء غزة، وحشد المبالغ المهولة التي فرضتها على المواطنين تحت ذريعة نصرة غزة، اليوم يبدو أن عصابة الحوثي الإيرانية تسعى لاستخدام ورقة جديدة لإشعال حربٍ جديدة ليس لإنقاذ الشعب الغارق في أزماتٍ متلاحقة، بل تسعى لشماعةٍ جديدة تبرر فيها استمرار قبضتها الحديدية وسط تناميٍ غير مسبوق لحالة الغضب الشعبي في مناطق سيطرتها.
في أكتوبر من العام 2023 شكّلت الحرب في غزة طوق نجاة للعصابة الحوثية التي كانت تعاني أوضاعًا منهارة في الداخل، مع بداية تشكّل شرارات شعبية رافضة لها بدءًا من صنعاء مع خروج الجماهير اليمنية لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، متحدّين قمع الحوثيين ومحاولاتهم قمع الاحتفال.
لكن ومع خفوت صوت المعركة في غزة، يعود الحوثيون اليوم إلى الداخل بسيناريوهات تصعيد خطيرة تسعى العصابة من خلالها لإعادة تموضعها السياسي والعسكري وتأمين موارد جديدة تحت مسمى دعم المجهود الحربي.
وتخشى العصابة، وفقًا لمراقبين، من عودة مشاهد الانتفاضات الشعبية ضدها، خاصة مع تفاقم الفقر والجوع وتراجع الزخم الدعائي الذي استخدمته خلال حرب غزة، بعد أن استنفدت أوراق الاستثمار السياسي في القضية الفلسطينية لصالح تعزيز الهيمنة الداخلية.
تحاول عصابة الحوثي، حسب مراقبين، تصدير أزماتها الداخلية نحو الجبهات هروبًا من الأسئلة الملحّة التي يطرحها المواطنون في مناطق سيطرتها: أين ذهبت إيرادات الموانئ؟ لماذا لا تُصرف الرواتب؟ ولماذا يُجبر الناس على القتال، بينما يعاني أطفالهم من سوء التغذية؟
ما بعد وقف الحرب بغزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لعصابة الحوثي التي باتت تواجه معضلة فقدان الشعارات التي طالما استخدمتها لتبرير سياساتها القمعية، في وقت باتت تتكشف فيه هشاشة خطابها المقاوم أمام واقع شعب جائع يطالب بالكرامة والخبز والأمان.
أسباب هستيرية الحوثيين
ولمعرفة أسباب حالة الهستيريا التي تعيشها عصابة الحوثي مع توقف حرب غزة، يؤكد المحلل الاستراتيجي الدكتور عبدالرحمن ناجي أن أسباب ذلك كثيرة، أبرزها انتهاء حرب غزة، وهي الشماعة التي استخدمتها كي تبقى مستمرة في قمع المواطنين في مناطق سيطرتها، ولتظل جاثمة عليهم وتسيطر عليهم باستدرار الجانب الديني لديهم لبقائها؛ هذه الحجة سقطت الآن.
ومن الأسباب أيضًا، وفقًا للدكتور ناجي، جملة أن "يوم الخلاص بات قريبًا وقريبًا جدًّا"، هذه الجملة مرعبة بالنسبة للعصابة الحوثية؛ تجعلهم في حالة استنفار رهيب، فهم لا يعرفون متى سيكون هذا اليوم، ويتصورون أن هناك خلايا نائمة داخل العاصمة صنعاء ستنقض عليهم في أية لحظة، وأنها تنتظر فقط الأوامر للتحرك، لذلك أصبحوا لا يستطيعون النوم، وفي حالة من الهستيريا.
وأشار إلى أن عبارة "يوم الخلاص" جعلت الحوثيين يحاكون ذلك اليوم من خلال ممارساتهم القمعية؛ فهم يحاولون أن يبطشوا ويزداد بطشهم، ويزداد العنف والتنكيل بالناس، فهم ينفذون في هذه الفترة أكبر حملة اختطافات بصنعاء، ربما يتوقعون أن يوم الخلاص يتزامن مع يوم 14 أكتوبر، أو مع ذكرى 30 نوفمبر، أو ذكرى الثاني من ديسمبر، أو أي تاريخ آخر.
وتابع الدكتور ناجي بأن الحوثيين كلما شعروا أن نهايتهم قربت، زادوا توحشًا وجرمًا، وهذا طبيعي، لأن أي حيوان محاصر في زاوية يحاول المقاومة بكل ما يملك كي يبقى؛ فهذه العصابة منذ سلطانها على اليمنيين تعرف أن بقاؤها محدود، وأنه في النهاية ستُجتث. هم يعملون على تجميع أكبر قدر من الأموال وشراء العقارات؛ فهم يعلمون أنه في أي لحظة سيتم سحقهم وإرسالهم إلى مزبلة التاريخ، لذا تعمل هذه العصابة على ممارسة مزيد من الانتهاكات والجرائم وإبقاء مناطق سيطرتها في حالة صراع، في محاولة لتمديد مدة بقائهم قبل الزوال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news