فوز ماتشادو أثار اهتماماً غير مسبوق في إسرائيل، نظراً لعلاقاتها المتينة مع حزب "الليكود" الحاكم.
حشد نت- تقرير:
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن أبعاد سياسية مفاجئة وراء فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، مشيرة إلى علاقة وثيقة تجمعها بحزب "الليكود" الإسرائيلي، وردود الفعل المتباينة التي أثارها القرار في واشنطن وتل أبيب.
وبحسب الصحيفة، فقد أعرب البيت الأبيض عن استيائه الشديد من تجاهل لجنة نوبل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يعتبر نفسه المرشح الأوفر حظاً لنيل الجائزة.
وكتب مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، على منصة "إكس": "لجنة نوبل أثبتت أنها تفضل السياسة على السلام. الرئيس ترامب سيواصل عقد الاتفاقيات وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح. إنه رجل سلام حقيقي بقوة إرادته التي تحرك الجبال."
أما في إسرائيل، فقد جاء موقف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منسجماً مع الخطاب الأمريكي، إذ قال في بيان رسمي: "لجنة نوبل تتحدث عن السلام، لكن من يصنعه هو الرئيس ترامب. الحقائق تتحدث عن نفسها: ترامب يستحق الجائزة، فالسلام لا يتحقق إلا بالقوة."
ورغم ذلك، خطفت ماريا ماتشادو الأضواء بعد أن خصّت ترامب في منشور على "إكس" بالشكر، قائلة: "أهدي هذه الجائزة للشعب الفنزويلي الذي يعاني، وللرئيس ترامب على دعمه القاطع لقضيتنا. نحن على مشارف النصر بفضل تحالفنا مع أحرار العالم."
علاقات عميقة مع "الليكود"
الصحيفة العبرية أشارت إلى أن فوز ماتشادو أثار اهتماماً غير مسبوق في إسرائيل، نظراً لعلاقاتها المتينة مع حزب "الليكود" الحاكم.
ففي عام 2020، وقّعت، بصفتها زعيمة حزب Vente Venezuela، اتفاقية تعاون مع الحزب برئاسة نتنياهو، بهدف "تعزيز القيم المشتركة للحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر" بين الشعبين الفنزويلي والإسرائيلي.
الاتفاقية – التي وُقّعت من قِبل إيلي فيريد حزان، مدير العلاقات الخارجية في "الليكود" حينها وسفير إسرائيل الحالي لدى سنغافورة – وُصفت بأنها "خطوة تاريخية"، حملت رسائل واضحة ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو وحلفائه في إيران.
وقال حزان في تصريحات من سنغافورة بعد إعلان الجائزة: "أحرّ التهاني لصديقتنا ماريا كورينا ماتشادو. كنا نأمل أن يحصل ترامب على الجائزة، لكن فوزها هو أيضاً فوز لمعسكر الحرية. إنها امرأة شجاعة تقاتل لتحرير شعبها من قوى الظلام."
التزام مطلق تجاه إسرائيل
ماتشادو، التي اشتهرت بمواقفها الصلبة ضد النظام الفنزويلي، لم تُخفِ يوماً ولاءها لإسرائيل. فقد تعهّدت في أكثر من مناسبة بنقل سفارة فنزويلا إلى القدس حال فوزها بالرئاسة، معتبرة أن دعم إسرائيل "خيار استراتيجي لحماية الديمقراطية في نصف الكرة الغربي".
كما أجرت اتصالات متكررة مع مسؤولين إسرائيليين، من بينهم وزير الخارجية جدعون ساعر، والتقت لاحقاً بالمرشح الرئاسي إدموندو غونزاليس، في مؤشر على عمق التنسيق بين المعارضة الفنزويلية وتل أبيب.
ويرى مراقبون أن فوز ماتشادو بجائزة نوبل يكرّسها كحليفة سياسية فريدة لإسرائيل في أمريكا اللاتينية، خصوصاً بعد تصريحاتها التي قالت فيها: "هذا النصر ليس شخصياً، بل هو للشعب الفنزويلي ولحلفائنا في العالم الحر، وفي مقدمتهم إسرائيل."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news