أكد رئيس هيئة الأركان العامة ورئيس العمليات المشتركة، الفريق ركن صغير بن عزيز، أن نهضة أي أمة وأسلوب بنائها يبدأان من تطوير منظومة التعليم وتهيئة المعلم المتمكّن والقدوة، فيما تؤدي هدم هذه المنظومة واستهداف المعلم إلى إنتاج مجتمع جاهل لا يعي مصلحته.
جاء ذلك خلال افتتاحه للملتقى التربوي لمديري المدارس ومسؤولي الأنشطة في مأرب، الذي نظّمته إدارة الأنشطة بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة بالشراكة مع مؤسسة القلم للفكر والثقافة، تحت شعار «سبتمبر وأكتوبر: وهج متجدد وعطاء متفرد»، في إطار احتفالات المحافظة بالأعياد الوطنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر).
وأشار بن عزيز إلى أن مليشيات الحوثي تسعى أيضاً إلى هدم التعليم من خلال تغييرات مناهجية، ونشر خرافات، وغرس ثقافة الكراهية والتطرف والذل والعبودية، إلى جانب محاولات تجريف الهوية الوطنية وتغيير العقيدة الدينية نحو أفكار منحرفة ومدمرة.
وصف الفريق بن عزيز معركة بناء الوعي والفكر لدى الأجيال بأنها «أخطر وأشرس» من المعركة العسكرية الحالية، معبراً عن ثقته بأن المواجهة العسكرية ستنتهي قريباً بالنصر وعودة مؤسسات الدولة والأمن والاستقرار، ومخلصاً أن الهدف القضاء على الجماعة «الإرهابية الكهنوتية» وأجندتها الإيرانية التي تستهدف اليمن والمنطقة.
وأضاف مخاطباً المشاركين في الملتقى أن «معركة الوعي والفكر هي مهمتكم القادمة»، داعياً إلى الاستعداد لها فوراً عبر وضع خطط واستراتيجيات وعدم الانتظار حتى انتهاء المواجهات العسكرية لبدء العمل التربوي والثقافي.
وشدّد على ضرورة تكوين جيل متسلح بالعلم والمعرفة والمناعة الفكرية، جيل محب للوطن، متمسك بالحرية والكرامة والنظام الجمهوري والمواطنة المتساوية، متشبع بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وقيم ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وقادراً على التعرّف إلى مخططات الأعداء والانحرافات الفكرية والسلوكية، ليقود معركة الوعي بعد النصر نحو بناء دولة اتحادية جمهورية تحكمها مبادئ العدالة والمساواة واحترام الكفاءة والإبداع وخدمة المواطن.
من جانبه، شدد وكيل محافظة مأرب للشؤون الإدارية عبدالله الباكري على الدور الحيوي للمدرسة والمعلم في ترسيخ قيم الثورتين لدى الأجيال وتعميق إدراكهم لمكاسب الوطن، مؤكداً استعداد السلطة المحلية لتقديم الدعم الكامل للبرامج التربوية التي تعزّز دور الإدارة المدرسية والمعلم في غرس قيم الجمهورية والهوية الوطنية.
كما ذكر نائب مدير مكتب التربية عبدالعزيز الباكري أن الهدف من الملتقى هو تعزيز دور الإدارة المدرسية في الحفاظ على الهوية، وتمكين المعلم من غرس قيم ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وإعداد برامج وأنشطة لبناء جيل مؤمن بالوطن والجمهورية ومتمسّك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة.
من جهته، أفاد رئيس مؤسسة القلم الدكتور حسين الموساي أن مشاركة المؤسسة تأتي ضمن جهودها لتعزيز الوعي الفكري ومواجهة محاولات مليشيا الحوثي لتحريف المناهج والهوية وتحويل الأجيال إلى أدوات عنف تماشياً مع مشروع كهنوتي وسلالي وأجندات إقليمية تقوّض الأمن والسلام في اليمن والمنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news