يمن إيكو|تقارير:
تشهد الأسواق اليمنية- هذه الأيام الخريفية- رواجاً واسعاً لمنتج الفراولة المحلي، الذي غزا المدن من صنعاء إلى تعز وذمار، وأصبح فاكهة الموسم الأكثر طلباً في محلات العصائر والأسواق الشعبية، وفقاً لما تابعه محرر “يمن إيكو”.
وأكد تجار أن الإقبال على الفراولة اليمنية غير مسبوق، إذ تفوقت بجودتها وطبيعتها الخالية من المواد الكيميائية على المستوردة، وفق ما أوردته تقارير صحافية عربية ويمنية.
ومن وجهة نظر زراعية، فإن زراعة الفراولة باتت خياراً مثالياً للمزارعين، نظراً لقلة تكاليفها وسهولة إنتاجها ومردودها المالي الجيد.
الأهم في قصة الرواج الكبير لفاكهة الفراولة اليمنية، أن التجربة الزراعية لها بدأت بمبادرات ذاتية من المزارعين في الحدائق المنزلية، ثم المناطق الحقلية، ثم انتشرت على أيدي المزارعين بشكل فتوح زراعية غزت محافظات: صنعاء وذمار وحجة وتعز وإب ولحج وأبين وغيرها، إذ أصبح الفلاحون يزرعون الفراولة بنظام البيوت المحمية، ما ضاعف الإنتاج وأتاح تزويد الأسواق بشكل مستمر.
ومع تزايد الكميات المنتجة وتسويقها وتنامي الإقبال عليها، باتت فاكهة الفراولة اليمنية من المنتجات الزراعية النقدية الجديدة، الأمر الذي لفت انتباه الجمعيات والكيانات الزراعية الرسمية والتعاونية إلى ضرورة تشجيع المنتج زراعة وتسويقاً عبر برامج توعوية زراعية تعزز جودة ومكانة هذا المنتج النقدي، الذى اتسعت زراعته في المناطق اليمنية ذات المناخ المعتدل والرطوبة المناسبة.
وفي هذا السياق دعا مسؤولو الجمعيات التعاونية الجهات الرسمية المعنية إلى دعم هذ المحصول المحلي النقدي وحمايته من التراجع، وابتكار آليات تسويقية ومشاريع تستوعب الفائض في المواسم الوفيرة.
وأكدوا أن تنظيم السوق وضمان استدامة الإنتاج ما زالا التحديين الأكبرين أمام المزارعين، خصوصاً في ظل ضعف الإرشاد الزراعي وغياب الرقابة على الجودة والتسويق، مشيرين إلى أن تجاوز هذين التحديين، لن يتم إلا من خلال برامج حكومية للتأهيل الزراعي وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال الحيوي.
ويؤكد خبراء الزراعة أن الفراولة اليمنية أصبحت اليوم ضمن قائمة المحاصيل الواعدة ذات القيمة المضافة العالية، إذ يمكن تصديرها طازجة أو مجمدة أو مصنعة في العصائر والحلويات، مؤكدين أن مستقبلها الإنتاجي سيحقق عوائد مالية مجزية ويوفر فرص عمل واسعة، إذا ما أُدرجت ضمن الخطط الزراعية الاستراتيجية للدولة.
ويلاحظ أن تراجع استيراد الفراولة من الخارج بعد قرارات منع الاستيراد، ساهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي المحلي وخفض الأسعار، إذ تباع حالياً بأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية للمستهلكين.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذا التحول الزراعي يعكس بداية تحول نوعي في توجهات الإنتاج اليمني نحو تنمية المحاصيل النقدية الصغيرة القادرة على المنافسة.
وأوضح اقتصاديون أن نجاح تجربة الفراولة يمكن أن يشكل نموذجاً لتطوير قطاعات زراعية أخرى قادرة على إنعاش الاقتصاد الريفي وتحسين سبل العيش في مختلف المحافظات اليمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news