ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 39 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، لا يكتفي الجنوبيون بإحياء ذكرى الثورة، بل يستحضرونها كحالة نضالية متجددة، وكأنها لم تكن حدثاً مضى، بل واقعاً مستمراً في وجدانهم، يتنفسونه مع كل صباح، ويستمدون منه العزم لمواصلة الطريق نحو التحرر الكامل واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.

إن ثورة 14 أكتوبر 1963، لم تكن مجرد انتفاضة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت إعلاناً صريحاً بأن الجنوب لا يقبل الهيمنة، ولا يرضى بالوصاية، ولا ينكسر أمام الطغيان مهما طال أمده. ومن جبال ردفان انطلقت شرارة الثورة، بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، لتشعل الأرض تحت أقدام المحتل، وتفتح أبواب الكفاح المسلح بقيادة شيخ المناضلين محمد ناصر الجعري الذي امتد حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967، بخروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب.

لكن الجنوب، الذي ظن أنه طوى صفحة الاستعمار، وجد نفسه بعد عقود أمام احتلال من نوع آخر، أكثر قسوة، وأشد وطأة. ففي عام 1994، اجتاحت جحافل صنعاء اليمنية أرض الجنوب، في حربٍ غاشمة، أنهت حلم الوحدة، وحوّلتها إلى أداة للنهب والتهميش والإقصاء. لم يكن الاحتلال اليمني مجرد سيطرة عسكرية، بل كان مشروعاً ممنهجاً لتدمير مؤسسات الدولة الجنوبية، وسحق هويتها، وطمس تاريخها.

ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ روح الثورة في الجنوب بل تحولت إلى مقاومة شعبية وسياسية، تتخذ أشكالاً متعددة، من الحراك السلمي إلى المقاومة المسلحة، ومن النضال الحقوقي إلى الحراك الدبلوماسي، وكلها تصب في هدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، من المهرة إلى باب المندب.

إن الجنوبيين لا يحتفلون بأكتوبر كذكرى تاريخية فحسب، بل يعيشونه كحالة وجدانية، وكأن كل يوم هو الرابع عشر من أكتوبر. فالثورة مستمرة، والعدو تغيرت ملامحه، لكن جوهر المعركة لم يتغير: معركة كرامة وهوية وسيادة.

في كل مظاهرة جنوبية، وفي كل موقف سياسي، وفي كل شهيد يرتقي دفاعاً عن الأرض، تتجلى روح أكتوبر. إنها ليست ثورة انتهت، بل ثورة تتجدد، وتُعيد تعريف نفسها وفقًا للمرحلة، لكنها لا تحيد عن هدفها الأصيل: الجنوب الحر المستقل.

لقد أثبت الجنوب، عبر تاريخه، أنه لا يُحكم بالقوة، ولا يُروض بالترهيب، ولا يُشترى بالمصالح. كما أن الجنوب العربي يُحترم، ويُعامل كشريك، أو يختار طريقه منفرداً. وهذا ما أدركه العالم، وما بدأت القوى الإقليمية والدولية تلمسه، مع تصاعد الحراك الجنوبي، وتنامي الوعي الشعبي، وتماسك المشروع الوطني الجنوبي الذي بات أكثر وضوحاً ونضجاً.

وفي ذكرى ثورة 14 أكتوبر، نقولها بملء الصوت: الجنوب في طريقه ولن يعود إلى الوراء. لقد دفع ثمنا باهظاً في سبيل حريته، وقدم قوافل من الشهداء، وخاض معارك وجود لا معارك حدود. واليوم، وهو يخطو بثبات نحو استعادة دولته، يستمد من أكتوبر روحه، ومن ردفان عزيمته، ومن شهدائه شرعيته.

الجنوب لا ينسى، ولا يتراجع، ولا يساوم على قضيته. فكما طرد الاستعمار البريطاني، سيطرد الاحتلال اليمني، وسيكتب فجراً جديداً عنوانه "الجنوب الحر المستقل".

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رئيس حزب الإصلاح في مارب يرد على تصريحات الزبيدي بضم مارب وتعز لـ‘‘دولة الجنوب’’ ويكشف عن اتفاق خطير بمباركة دولة مساندة

المشهد اليمني | 913 قراءة 

شاهد الرد والتصريح من مسؤول حكومي رفيع له ثقله الاجتماعي والقبلي على عيدروس الزبيدي بعد دعوته لمحافظتي مارب وتعز للانضمام الى الجنوب

المشهد الدولي | 510 قراءة 

تهز اليمن.. ضبط امرأة تحرض على ممارسة الدعارة وأعمال منافية للآداب وتنسق للقاءات غرامية

المشهد اليمني | 465 قراءة 

وثائق مسربة تكشف ملكية فيلا فاخرة في جزيرة العمال وسط جدل برلماني

نيوز لاين | 388 قراءة 

بيان هام من مكتب رئيس الوزراء سالم بن بريك بخصوص الوضع الاقتصادي والمالي

الميثاق نيوز | 353 قراءة 

عاجل: الاعلان عن موعد صرف مرتبات هؤلاء (سار)

كريتر سكاي | 332 قراءة 

من هو الأكاديمي اليمني الذي تم اختيارة ضمن قائمة أفضل 30 شخصية عربية مؤثرة لعام 2025 ؟ .. الأسم والصورة و السيرة الذاتية

يمن فويس | 316 قراءة 

خطة لصرف الرواتب من الحكومة بعيدا عن الرئاسي والمادة الرابعة تعود لليمن بعد انقطاع

الموقع بوست | 316 قراءة 

بدء صرف رواتب العسكريين

العاصفة نيوز | 309 قراءة 

الكشف عن موعد صرف المرتبات رسميا بعدن

كريتر سكاي | 266 قراءة