أكد مصدر مطلع وشاهد عيان، الأربعاء 8 أكتوبر/ تشرين، أن "عيسى العفيري"، الذي نفذ بحقه خلال الأيام القليلة الماضية حكم إعدام، ليس "أسير حرب"، كما ادعى الحوثيون عقب إعدامه، في ساحة السجن المركزي بمدينة تعز (جنوب غرب اليمن).
والخميس الماضي 2 أكتوبر/ تشرين الأول، نفذت النيابة العامة، في تعز حكم الإعدام قصاصًا بحق المدان "عيسى مقبل علي عون، العفيري"، في القضية الجنائية المتعلقة بقتل المجنى عليه "محمد أحمد عبدالله سالم النجار" عمدًا وعدوانًا.
وجاء في منطوق الحكم، أنه نفذ استناداً إلى حكم ابتدائي ومؤيد استئنافياً، إضافة إلى إقراره من المحكمة العليا للجمهورية، والمصادق عليه رئاسياً، كما نفذ وفقًا لتوجيهات النائب العام للجمهورية.
شاهد العيان، الشاب "علي الكديهي" وهو من منطقة "العفيري" فندّ رواية الحوثيين، والتي تزعم، أنه أسير حرب، وتم إعدامه من قبل القضاء في مدينة تعز، في حين أنه كانت هناك وساطة للإفراج عنه.
وقال "الكديهي" في حديث مصور مع "بران برس"
(شاهد الفيديو أعلاه)
، إن "العفيري"، من أبناء قريته، التي تسمى "المحكمة" عزلة الفكيكة، بمنطقة حمير، التابعة لمديرية مقبنة، غربي المحافظة، مؤكداً أنه "تفاجأ بما روجته جماعة الحوثي وعدد من قياداتها.
وأشار إلى أن ما روجته الجماعة، بأن "عيسى العفيري" أسير حرب محظ افتراء وكذب، مضيفاً: "عيسى كان زميلي، أكلنا وشربنا سويًا، وكان معظم الأوقات أوصله بدراجتي النارية كزمالة وابن قريتي".
ولفت في حديثه، إلى المواطن الذي قام بقتله "العفيري"، وهو أستاذه في المدرسة ويدعى "محمد أحمد النجار" وقال: "هو أستاذي في المدرسة، تعلمنا على يديه، ولم نجد منه سوى الخير".
وذكر أن قريتهم والتي حصلت فيها الجريمة، كانت "بعيدة عن الحرب، ولا توجد فيها أي جبهات أو مواجهات، وكانت تنعم بالأمن والأمان وبعيدة عن الصراع"، مؤكداً أنه كان متواجداً أثناء الجريمة التي ارتكبها "العفيري".
وبيّن، أنه حين كان ماراً على دراجته النارية، في سوق "المحطة"، رأى "عيسى مقبل علي العفيري"، يفتح أمان سلاحه وينادي باسم النجار، موجهاً إليه السلاح، مؤكداً أن العفيري في البدء أطلق طلقة تحذيرية إلى عند أقدام من كانوا بالقرب من النجار، فهرب الجميع من جانبه، حد قوله.
وأضاف: "ثم باشر بإطلاق الرصاص على الأستاذ النجار، حتى سقط على الأرض، فانطلقتُ صوبه، محاولاً ربط مكان الطلقة، لكن "عيسى" استمر بإطلاق الرصاص جواً من أجل إخافته ولا يستمر في إسعافه.
وأردف بالقول: "لكني لم أعطه اهتماماً، فربطت مكان الطلقة، ثم ساعدني بعض شباب السوق وطلعته على المتر حقي، وانطلقت لإسعافه إلى عيادة الدكتور منير، ومن هناك تم إسعافه إلى النشمة، لكنه فارق الحياة".
وفي شهادة الشاب "علي الكديهي"، أوضح أن "عيسى العفيري" بعد ارتكاب جريمته، سلّم نفسه حينها لشيخ المنطقة الذي بدوره سلمه للجهات المختصة الرسمية.
وبحسب مصادر أخرى أكدت لـ "بران برس"، أن الواقعة تعود إلى العام 2015، وأن اللواء يوسف الشراجي، قائد محور تعز السابق، هو من تسلّم العفيري من شيخ منطقته، عقب ارتكابه الجريمة، كون المحافظة حينها في حالة حرب، ثم عمل على تسليمه بدوره للجهات المختصة، بعد استئنافها لعملها.
وذكرت أن الحكم الابتدائي صدر في العام 2018، والذي قضى بإعدام العفيري، لقتله ظلماً وعدوانا المجنى عليه "محمد أحمد النجار"، والذي كان معلماً في منطقة حمير، كما كان أحد القيادات المحلية لحزب الإصلاح.
ادعاء الحوثيين
وكانت جماعة الحوثي المصنفة دولياً، قد سارعت عقب إعدام المدان بقتل المعلم "النجار"، عبر رئيس لجنتها لشؤون الأسرى "عبدالقادر المرتضى"، إلى اتهام السلطات القضائية في تعز، بأنها أعدمت أسير حرب.
وزعم المرتضى، على منصة "إكس"، أنه كان هناك اتفاق مع السلطات في تعز على إخراج "العفيري"، الذي أشار إلى أنه كان أسيراً، وأن جماعته أرسلت قبل شهر وسطاء محليين من أجل ذلك.
ولاستغلال إعدام العفيري، نفذت الجماعة المدعومة من إيران، حملة إعلامية مصاحبة لمراسم تشييعه في العاصمة صنعاء، كما أنها، بثت تسجيلات مصورة مع عدد من أفراد أسرته، حرصت قيادات الجماعة على إعادة نشر تلك التقارير المصورة وعن العفيري وتشييعه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news