كشفت مصادر طبية في محافظة ذمار، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، عن تسجيل ثلاث حالات وفاة لأطفال جراء إصابتهم بداء الكلب (السعار) خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أغسطس 2025، في مؤشر خطير على تفاقم الأوضاع الصحية وانعدام الخدمات الوقائية في المحافظة.
وأوضح رئيس قسم داء الكلب في هيئة مستشفى ذمار العام، محمد سيلان، أن البرنامج يسجل أكثر من 400 حالة عض شهرياً، وهو رقم مرتفع يعكس الانتشار الواسع للكلاب الضالة في الشوارع والأحياء السكنية، وسط غياب تام لأي إجراءات رسمية من قبل سلطات الحوثيين للحد من انتشارها أو توفير اللقاحات والعلاجات اللازمة.
وأفادت مصادر محلية أن المستشفيات الواقعة تحت سيطرة الجماعة تعاني من نقص حاد في الأمصال والمستلزمات الطبية، نتيجة الفساد وغياب الدعم المخصص للقطاع الصحي، في وقت تواصل المليشيات تحصيل الجبايات من التجار والمواطنين دون توجيهها لتحسين الخدمات العامة.
وطالب سيلان، في تصريحاته، الجهات المعنية بالتحرك العاجل لمواجهة الأزمة وتنفيذ حملات ميدانية للحد من تكاثر الكلاب الضالة، إضافة إلى برامج توعية وتعقيم وتطعيم، مؤكداً أن الوضع يتطلب تعاوناً مجتمعياً واسعاً لتجنب كارثة صحية أكبر.
ويرى مراقبون أن تفشي داء الكلب وغيره من الأوبئة في مناطق سيطرة الحوثيين يعكس حالة الانهيار الكامل للبنية الصحية، نتيجة الإهمال وغياب التخطيط، وتحويل المستشفيات إلى أدوات جباية وتمويل لصالح المجهود الحربي على حساب حياة المدنيين، وخاصة الأطفال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news