أثار ظهور وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري وهو يؤدي التحية العسكرية لجنود يرفعون علم الانفصال خلال زيارته للواء الخامس دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والعسكرية، واعتُبر سابقة خطيرة من مسؤول يقف على رأس أهم مؤسسات الدولة السيادية.
وخلال الزيارة التي شملت عرضاً عسكرياً أقامه اللواء، ظهر الوزير وهو يقف أمام تشكيلات ترفع علم الجنوب دون أن يُظهر أي اعتراض، في مشهد يراه مراقبون تطبيعاً مع الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، بدلاً من العمل على توحيدها تحت قيادة وطنية موحدة.
ومنذ تعيينه في 28 يوليو 2022 خلفاً للفريق محمد علي المقدشي، بدا أداء الوزير الداعري باهتاً في إدارة وزارة الدفاع، حيث غابت ملامح الإصلاح والتوحيد ع
ن مهامه، رغم أن قرار نقل السلطة نصّ بوضوح على تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة لتوحيد القوات المسلحة وإنهاء الانقسامات ووضع عقيدة وطنية جامعة.
وخلال زياراته الميدانية المتكررة، ظهر الداعري في فعاليات عسكرية غاب عنها العلم الوطني، من بينها زيارته للكلية الحربية في عدن في أكتوبر 2023، ثم زياراته المتلاحقة إلى مناطق الساحل الغربي، ميدي، حضرموت، ومحور البُقع، حيث التقى تشكيلات عسكرية لا تتبع فعلياً وزارة الدفاع، ما اعتُبر إقراراً بالأمر الواقع ومنحاً لتلك التشكيلات شرعية ضمنية.
كما أثارت مشاهد لقادة محاور عسكرية يظهرون بالزي المدني أمام الوزير استغراب المتابعين، معتبرين أن ذلك يمثل إهانة لرمزية الزي العسكري وتجاوزاً لقواعد الانضباط المؤسسي، في ظل صمت الوزير وعدم اعتراضه على هذه المظاهر.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على قرار نقل السلطة وتشكيل اللجنة العسكرية والأمنية، لا تزال التشكيلات العسكرية في مناطق الحكومة على حالها دون توحيد فعلي، ما يعمّق الانقسام داخل الجيش ويضعف سلطة الدولة المركزية.
ويرى مراقبون أن استمرار حالة التشرذم العسكري وغياب العقيدة الوطنية الموحدة يُعدّ من أخطر التحديات التي تواجه اليمن اليوم، متسائلين:
لمن تصب مصلحة بقاء هذه التشكيلات متعددة الولاءات؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news