يستعد أبناء الجنوب لإحياء الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، في لحظة فارقة من التاريخ الوطني الجنوبي.
يأتي هذا الاحتفاء الكبير في ظل خوض الجنوب معركته الأخيرة على طريق التحرير واستعادة دولته المستقلة، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وبإجماع شعبي يزداد رسوخًا يومًا بعد يوم.
ثورة أكتوبر التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان عام 1963 لم تكن مجرد انتفاضة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت تعبيرًا عن إرادة أمةٍ أرادت أن تكون سيدة قرارها.
وها هو الجنوب اليوم يُجدد العهد مع روح تلك الثورة، مؤكدًا أنه ماضٍ في استكمال مسيرة التحرير وبناء الدولة المنشودة على كامل ترابه الوطني، ضمن حدوده الجغرافية والسياسية المعترف بها دوليًا قبل 21 مايو 1990م.
وفي ظل الظروف الراهنة، يكتسب إحياء ذكرى أكتوبر هذا العام بُعدًا خاصًا، إذ يأتي تتويجًا لصمودٍ طويل قدّمه الجنوبيون في مختلف الجبهات، وتأكيدًا على اقتراب لحظة النصر التي طال انتظارها.
فالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، استطاع أن يحوّل الحلم الجنوبي من فكرة إلى مشروع وطني واقعي، له مؤسساته السياسية والعسكرية والإدارية التي باتت تمثل نواة الدولة القادمة.
الاحتفالات المنتظرة في محافظات الجنوب، وفي مقدمتها الضالع وحضرموت وبالطبع العاصمة عدن، ستكون بمثابة استفتاء شعبي جديد على الالتفاف حول مشروع الاستقلال الثاني.
كما أن هذا المشهد سيبعث رسالة للعالم بأنَّ الجنوب اليوم أكثر تماسكًا وقدرة على إدارة شؤونه، وأكثر إصرارًا على نيل حقوقه المشروعة في إطار دولة فيدرالية كاملة السيادة.
الذكرى الـ62 لثورة أكتوبر ليست مجرد استدعاء لصفحات الماضي، بل هي امتدادٌ حيّ لنضالٍ لم ينقطع، ومعركةٌ تتواصل بعزمٍ وإرادةٍ نحو الحرية والكرامة.
فاليوم، كما الأمس، يُثبت الجنوب أن الثورة فكرةٌ لا تموت، وأن إرادة الشعوب أقوى من كل محاولات الطمس والتهميش.
ومع علو رايات النصر في سماء الجنوب، يتجدد العهد بأن تظل ثورة أكتوبر نبراس الطريق حتى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة على كامل ترابها الوطني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news