أحدثت تصريحات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقابلته الأخيرة مع قناة الحرة الأمريكية، صدمة سياسية وإعلامية واسعة في أوساط جماعة الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني، بعد كشفه عن طلبات من جهات في مأرب وتعز للانضمام إلى دولة الجنوب عقب استقلالها.
فخلال ساعات من بث المقابلة، بدت حالة الارتباك واضحة في المنصات الإعلامية التابعة للإصلاح والحوثيين، إذ عجزت عن التعامل بموضوعية مع مضمون التصريحات، وتباينت مواقفها بين الهجوم ومحاولة التقليل من شأنها، في مشهدٍ يعكس عمق الأزمة الفكرية والإعلامية داخل معسكر القوى الشمالية.
وانقسمت وسائل إعلام الإصلاح بين خطابٍ متشنجٍ يهاجم الزُبيدي شخصيًا، وآخر يحاول قراءة تصريحاته ببراغماتية سياسية، في تناقضٍ كشف هشاشة الموقف الموحد للحزب، وعجزه عن إنتاج رواية إعلامية متماسكة.
ويرى مراقبون أن هذا التخبط في إعلام الإصلاح يعكس اعترافًا ضمنيًا بسيطرة الحوثيين على المحافظات الشمالية، بما فيها مأرب وتعز، وأن الحزب بات غير قادر على تقديم بديل سياسي أو عسكري حقيقي في تلك المناطق، رغم ادعائه قيادة “المقاومة الجمهورية”.
وتظهر تغطيات وسائل إعلام الإصلاح تناقضًا حادًا في تفسيرها لمضمون تصريحات الزُبيدي؛ فبينما حاولت بعض القنوات نفيها، سارعت أخرى إلى مهاجمتها بوصفها “مشروع تقسيم”، ما فضح تباين المواقف داخل الحزب، وأفقده توازنه الإعلامي المعروف.
وأكد سياسيون شماليون أن تصريحات الزُبيدي مسّت جوهر الأزمة في الشمال، وطرحت للمرة الأولى إمكانية تفكك المنظومة الجغرافية والسياسية لصالح خيارات جديدة فرضتها موازين الواقع.
ورغم أن الزُبيدي أوضح أن أي حديث عن انضمام مناطق شمالية للجنوب مستقبلاً سيكون رهناً بتفاهمات سياسية بعد الاستقلال، فإن إعلام الإخوان تعامل مع الأمر كتهديدٍ وجودي، ما كشف ضعف حجته وخوفه من تحولات الرأي العام في مأرب وتعز.
ويرى محللون أن تصريحات الزُبيدي نسفت الحملة الإعلامية التي يشنها حزب الإصلاح ضد الجنوب، وأثبتت أن الخطاب السياسي الجنوبي بات الأكثر تأثيرًا في المشهد اليمني، فيما وجد إعلام الإخوان والحوثيين نفسه في خانة الدفاع المرتبك، مكشوف الأدوات والنيات أمام جمهوره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news