في القرى والمدن، الناس ما عادوا يصدقون الأخبار.
كل يوم يُقال: نزل صرف الرواتب، لكن الصرافات صامتة، والجيوب خاوية، والبيوت تنتظر صوتًا يعيد إليها بعض الأمان.
كأن الرواتب صارت وهمًا يتكرر في كل بيان، ولا أحد يعلم متى يتحول الحبر إلى واقع.
أشهرٌ طويلة مضت، والناس تعيش على الأمل، وعلى ما تبقّى من صبرٍ استنزفه الانتظار.
الآباء يختبئون خلف ابتساماتٍ متعبة، والأمهات يخبزن القلق بدل العجين، والأطفال يحلمون فقط بوجبةٍ كاملةٍ من غير حساب.
الأسواق خاوية إلا من الوجوه المرهقة، والديون تزداد، والكرامة تُختبر كل يوم.
الظروف تضحك من حال الناس، من قدرتهم العجيبة على التحمّل، من صبرٍ يشبه المعجزة.
تضحك لأن التعب صار عاديًا، والجوع صار مألوفًا، والانتظار صار جزءًا من الحياة اليومية.
لكن رغم كل ذلك، لا أحد فقد إيمانه بالله، ولا أحد استسلم لليأس.
ما زال الجنوب واقفًا، يتنفّس بالصبر، ويعيش بالكلمة الطيبة، ويقتات من الأمل القليل الذي يمدّه الله به في كل فجر.
الظروف من التعب تضحك، والناس من شدة التعب يضحكون معها… لا لأنهم سعداء، بل لأنهم تعبوا من البكاء.
••• نداء من القلب:
إلى من بأيديهم القرار والمسؤولية،أنظروا إلى وجوه الناس في الجنوب،انظروا إلى من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن، ينتظرون رواتبهم ليعيشوا لا ليترفوا.
ارفعوا عنهم هذا العبء، فالجوع لا ينتظر، والكرامة لا تُقاس بالأرقام.
اصرفوا الرواتب، وأعيدوا للناس ثقتهم بأن في هذا الوطن من يشعر بهم حقًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news